Total Pageviews

Oct 5, 2019

جهاز الإنذار داخل أجسامنا





معظم الأفراد الذين يزورون العيادات النفسية لديهم نوع من أنواع اختلال أو سوء استخدام "استجابةالهروب أو القتال".⁩ استجابة "الهروب أو القتالهي جهاز إنذار مبكر - كجهاز إنذار الحريقموجودداخل أجسامنا منذ بدء الخليقة لمساعدة الانسان في البقاء على قيد الحياة، ولتمكينه من الاستجابةبسرعة لمواقف الخطر الذي يهدد حياته كظهور أسد أمامه مثلا. ⁩ 

استجابة الهروب أو القتال تحضرالجسم والعقل خلال ثوان معدودة للهروب من الأسد أو قتاله اذا استدعى الامر ( بالتأكيد نفضل الهربلكن لو لحق بنا الاسد سنقاتله)، فيتم تداعي كافة الأعضاء والأجهزة داخل الجسم التي يحتاجهاالشخص لإنجاح عملية الهروب او القتالحتى يهرب الانسان من الأسد أو يقاتله يحتاج الى العضلاتالكبيرة في الذراعين أو الساقين أن تكونا مشدودة، كما يحتاج الى طاقة كبيرة للهروب أو القتال يوفرهاالقلب بالضخ المتزايد للدم، وبما أن هناك ضخ متزايد للدم فيجب تنقيته بواسطة التنفس الذي يصبحبدوره سريعا وسطحيافي الوقت ذاته تعمل هذه الآلية على ترشيد الطاقة عبر إبطاء جميع عملياتالجسم الغير هامة لمحاربة الأسد، فتتباطأ عملية الهضم لأن الانسان لا يحتاج أن يهضم الطعام أوللتحكم بالأمعاء والمثانة في مواقف الخطر فيشعر الفرد بتلبك المعدة والأمعاء والحاجة الى زيارة الحمام. ‏⁧اذا كان الفرد يواجه الأسد فهذا وقت غير مناسب للحمل والإنجاب أو مواجهة الجراثيم والفيروسات لأنالجسم مشغول بمواجهة الاسدوطبعا اذا صادف الفرد خلال هروبه قطعة سكر أو خضروات مفيدةسيتناول قطعة السكر لانها مصدر سريع للطاقة التي يحتاجها لمتابعة الهروب او القتال.

⁩ جهاز الإنذارالبديع هذا  ساعد على بقاء النوع البشري منذ بدء الخليقة الى الآن، وهو لا يزال مناسبا الى يومنا هذاللتعامل مع حالات الخطر الحقيقي ومواقف الحياة أو الموت مثل التعرض لحادث سيارة، أو دخول حرامي الى البيت وغيرها من مواقف الخطر التي فعلا تهدد حياتناالا أن جهاز الإنذار هذا يعاني سوءالاستخدام في حياتنا المعاصرة، فنادرا ما نمشي ونصادف أسدا في الشارع اليوم.

 أصبح الأسد لدىالانسان الحديث هو الامتحانات ومواجهة الناس والخوف من احتمال حصول الخطر (مقابل وجود خطرفعلي يستدعي التصرف).الانسان الحديث يتعامل مع الأفكار كأنها أسد والجسم يستجيب للخطرالمتخيل بنفس الآلية التي سبق شرحها دون تفريق بين الحقيقة والخيالولأننا لا نركض فعليا أونستخدم جسمنا في الهروب أو القتال كما كان الانسان الاول يفعل، تصبح الاعراض بالنسبة لنا مزعجةوغير مفهومة. ‏⁧

لسوء الحظ ، يمكن للجسم أن يبالغ في رد الفعل على الضغوطات التي لا تهدد الحياة ،مثل الاختناقات المرورية وضغط العمل والصعوبات العائلية، فنغرق في بركة من الهرمونات والاستجاباتالفسيولوجية الغير لازمة التي أصبحت بحد ذاتها - ونتيجة لسوء الاستخدامتسبب المرض. ‏⁧من الأمورالمفيدة التي يمكن أن نقوم بها لمواجهة هذا الاختلال ممارسة التمارين الرياضية لأنها تقوم باستخدامالعضلات فيما يشبه الهروب (المشي او الجري مثلاأو القتال (الملاكمة والكراتيه مثلا). ‏⁧من الامورالمفيدة أيضا ممارسة الاسترخاء بشكل يومي من أجل إعادة ضبط آلية الهروب أو القتال ومساعدةالجسم ليعود الى وضعه الاصلي (الأصل في الجسم أن يكون في حالة استرخاء مثل الرضيع تماما. ‏⁧كذلك لا بد من إعادة تقييمنا للأخطار في حياتنا والعمل على تغيير الافكار الخاطئةإسأل نفسك مراراوقت التوتر ( هل هذا أسد؟ هل هذا موقف حياة أو موت؟ هل يستحق أن أستخدم جهاز الإنذار؟ ) وعدلاستجابتك اذا كان الجواب بالنفي

Apr 14, 2017

نفهم الانتحار – كي ردفيلد جاميسون / ترجمة: هالة العويضي.



من الممكن معالجة الاكتئاب ولكنه يتطلب الإختصاص

كي ردفيلد جاميسون

 

ترجمة: هاله العويضي

مراجعة: فريق تحرير حكمة

 


عندما إنتحر الفنان رالف بارتون سنة ١٩٣١ ترك رسالة وضح فيها سبب إنتحاره، في منتصف حياة كانت على مايبدو جيدة، أختار بارتون الموت.

“كل من عرفني و  يسمع عن موتي، سوف يختلق فرضيات مختلفة ليفسر سبب إقدامي على الإنتحار، في الواقع جميع هذه الفرضيات ستكون مأساويه وخاطئة تماما. أي طبيب مُدرك سوف يعرف بأن أسباب الإنتحار دائما نفسية. إن الأزمات في الحياة هي مجرد تعجيل للموت، والإنتحار الصادق من نوعه يُنتج بنفسه الصعوبات خاصته. بالنسبة لي لم تكن لدي الكثير من الأزمات، بل على العكس تماما حظيت بحياة ساحرة وجميلة، بالإضافة إلى أن حصتي من العاطفة والتقدير كانتا أكثر مما أعطيت. إن أكثر الأشخاص جاذبية وذكاء وأهمية ممن عرفتهم أُعجبوا بي، أما قائمة أعدائي فهم مجاملين جداً لي. و صحتي كانت دائما ممتازة. لكن منذ طفولتي عانيت من الملنخوليا (السوداوية)، وفي الخمس سنوات الماضية بدأت تظهر أعراض مؤكدة لجنون الهوس الاكتئابي. منعني هذا المرض من الحصول على أي شيئ مثل إظهار قيمة موهبتي بشكل كامل، وفي الثلاث سنوات الماضية أصبح مجرد العمل أمر تعذيبي بالنسبة لي. لقد جعل من المستحيل بالنسبة لي الإستمتاع بمتع الحياة البسيطة التي يحصل عليها الآخرون  . قمت بالفرار من زوجة إلى زوجة، ومن منزل إلى منزل، ومن دولة إلى أخرى بجهد مثير للسخرية كان الهدف منه هو أن أهرب من نفسي. نتيجة لتخبطي هذا، أنا خائف جدا من أنني قد نشرت قدر كبير من التعاسة بين الأشخاص الذين أحبوني بصدق. “*

تنبأ بارتون بأن معظم التفسيرات التي تتعلق بمشاكله الحياتيه سوف تكون خاطئه تماماً. ” لم تكن لدي الكثير من الأزمات ” هذا ما قاله ، و” بالإضافة إلى أن حصتي من العاطفة والتقدير كانتا أكثر مما أعطيت “. بيد أن عمله أصبح عذابا وأصبح يشعر بأنه سبب في تعاسة الآخرين. ” قمت بالفرار من زوجة إلى زوجة، ومن منزل إلى منزل، ومن دولة إلى أخرى بجهد مثير للسخرية كان الهدف منه هو أن أهرب من نفسي.” لقد أفصح عن سبب انتحاره وهو مرض الملنخوليا (السوداوية) الذي تفاقم بعد ذلك إلى” أعراض مؤكدة لجنون الهوس الاكتئابي”

لقد كان مُحق بشأن ردات فعل الآخرين، من الأسهل غالبا أن ننسب الإنتحار لأسباب خارجية مثل أمور تتعلق بمشاكل الزواج أو العمل، أو أمراض جسدية، أو ضغوط مالية أو حتى مشاكل قانونية عوضا عن إسناده لأمراض عقلية.

الضغوطات بالتأكيد عامل مهم وغالبا ما تتفاعل بشكل خطير مع الاكتئاب. لكن العامل الأكثر خطورة المؤدي للإنتحار هو الأمراض العقلية، خاصة الاكتئاب و إضطراب ثنائي القطب (المعروف أيضاً بذهان الهوس الاكتئابي). عندما يكون الاكتئاب مصحوبا بالإدمان على الكحول أو المخدرات -هذا ما يحصل عادة- تزيد إحتمالية الانتحار بطريقة بالغة الخطورة.

الإنتحار الاكتئابي يتضمن نوعا من الألم وفقدان الأمل من المستحيل شرحه، لقد حاولت. أنا أُدرس الطب النفسي وسبق أن كتبت عن مرضي ثنائي القطب، لكن تعجز الكلمات في أن تصفه بطريقة عادلة، كيف يمكنك أن تصف شعور الانتقال من شخص يحب الحياة إلى آخر كل ما يتمناه هو الموت ؟

الإنتحار الاكتئابي هو حالة من البرود، الهلع الاهتياجي، بالإضافة إلى اليأس الشديد. حيث ترشح أكثر الأشياء التي تحبها في الحياة من بين يديك، وكل شيء يتطلب جهدا، طوال النهار وخلال الليل. لا أمل، لا هدف، لا شيء.

العِبْء الذي تعلم بأنك تُشكله للآخرين لا يُطاق، بالإضافة أيضا إلى حاله الإهتياج من الهوس الذي من الممكن أن يتطور ضمن اكتئاب ما، لا يوجد هنالك سبيل للنجاة والطريق الذي أمامك لا نهاية له.عندما يكون أحدهم في هذا الوضع، من الممكن أن يبدو الإنتحار خيارا سيئا ولكنه الوحيد.

لقد مضى وقت طويل منذ أن عرفت الإنتحار الاكتئابي، أنا واحدة من الملايين الذين تم علاجهم من الاكتئاب وتحسنت حالتهم. لقد كنت محظوظة لأن طبيبي النفسي أجاد إستخدام الليثيوم و أمتلك المعلومات الكافية عن مرضي، بالإضافة إلى مهارته في العلاج النفسي.

يمكن للتفريق بين الاكتئاب الثنائي القطب و الاكتئاب الرئيسي أن يكون صعبا، والأخطاء شائعة. يمكن للتشخيص الخاطئ أن يكون قاتلا لأن الأدوية التي تعمل جيدا مع بعض أنواع الاكتئاب تسبب هيجانا في الأخرى. كما نتوقع دواء معلوما لمرض السرطان أو القلب، فإن الكتئاب لا يقل عن ذلك أهمية.

تجربتي مع الأسف قد لا تكون ذاتها التي يعيشها الجميع، العديد من المختصين يعالجون الاكتئاب، بالإضافة إلى أطباء الأسرة و أخصائيين الطب الباطني و أطباء النساء والممرضين و الباحثين الإجتماعيين. وهذا يؤدي إلى مستويات متباينه من الكفاءة. العديد ممن يعالجون الإكتئاب ليسوا مُدربين بشكل كافٍ على تمييز كافة أنواع الاكتئاب الأخرى،  ولا يوجد هناك أي معايير محددة  للتعلم عن التشخيص.

نحن نعلم بأن بأن الليثيوم يقلل من خطر الانتحار بشكل كبير عند المرضى الذين يعانون من اضطرابات المزاج، كما هو الحال مع مرض ثنائي القطب، لكن في كثير من الأحيان يكون آخر الحلول المستخدمة. نحن نعلم أيضا، بأن الدواء الذي يتضمن معه العلاج النفسي قد يكون أكثر فعالية للاكتئاب المتوسط إلى الشديد من أي علاج آخر يستخدم بمفرده. غير أن يستمر العديد من الأطباء في نصب خيمهم حصريا إما في معسكر علم النفس الدوائي* أو العلاج النفسي. ونعلم أن العديد ممن يعانون من الاكتئاب الانتحاري سيستجيبون جيدا للعلاج بالصدمات الكهربائية (ECT) إلا أن التحيز ضد هذا العلاج -عوضا عن العلم- يحجم عنها في كثير من المستشفيات والمماراسات السريرية.

يجب على المصابين بالاكتئاب الشديد أن يخوضوا مع أفراد عائلتهم نقاش عن الإنتحار متى أمكن ذلك. إن الاكتئاب عادة يُبلد قدرة الشخص على التفكير والتذكر، لذلك يجب إعطاء المرضى معلومات مكتوبة عن مرضهم وعلاجه، بالإضافة إلى أعراض محددة تتعلق بخطر الإنتحار مثل الهيجان، الأرق أو الإندفاع . عندما يتعافى مريض الإنتحار الاكتئابي، سيكون من الجيد للطبيب والمريض بالإضافة إلى أفراد الأسرة الحديث عن أكثر العلاجات فعالية و مالذي يجب فعله في حال أصبح لدى الشخص رغبة بالانتحار مرة أخرى.

ليس من السهل مرافقة الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب أو التواصل معهم. الاكتئاب والاندفاع واليأس قد يكون معديا، لذلك من الأفضل وضع خطط مع المريض عندما يكون بحال جيد. إن التوجيه المُسبق الذي يحدد الرغبات التي تتعلق بالعلاج المستقبلي والترتيبات القانونية قد يكون مفيدا، بالنسبة لي -على سبيل المثال- فقد حددت مسبقا موافقتي على العلاج بالصدمات الكهربائية(ECT) إذا ما أعتقد طبيبي المعالج و زوجي الذي هو أيضا طبيب معالج بأن هذا أفضل علاج بالنسبة لي.

وبما أني أُدرس وأكتب عن الاكتئاب ومرض ثنائي القطب فإني عادة ما أُسئل عن العامل الأكثر أهمية في معالجة اضطراب ثنائي القطب، جوابي هو كالتالي: الكفاءة. إن التعاطف مهم  ولكن الكفاءة أمر أساسي.

 لقد كنت محظوظة لأن طبيبي النفسي أمتلك كلا الأمرين. رجعت إلى الحياة بعد رحلة طويلة كدت قريبة من الموت حينها بسبب محاولتي الإنتحار. لكنه كان معي، في الواقع كان يسبقني مع كل خطوة بطيئة كنت أحذوها في طريقي.

 

 


كي ريدفيلد جاميسون، أستاذة الطب النفسي في كلية الطب بجامعة جونز هوبكنز. لديها العديد من المؤلفات مثل “عقل غير هادئ: سيرة ذاتية عن الهوس والاكتئاب والجنون”، و كتاب الظلام يتهاوى متتابعاً: مدخل إلى فهم الإنتحار.

*-لم تكن رسالة إنتحار رالف بارتون موجودة في المقالة الأصلية، بل أضيفت من قبل المترجم.

*-“يدرس هذا العلم أنواع العقاقير العصبية والنفسية وتصنيفاتها وآلية عمل تلك العاقير على الجهاز العصبي وكيف يمكن لها أن تؤثر على الجانب النفسي” Psychopharmacology

Mar 28, 2017

تفضيل الآباء للأولاد يدمر إحترام الذات و السعادة لدى الفتيات .


بينما معظم دراسات التمييز الأبوي بين الجنسين تستكشف الآثار الإجتماعية و الديموغرافية المدمرة للتفضيل الثقافي للأولاد ، فإنه هناك دراسة حديثة تقوم بفحص التأثيرات النفسية على الفتيات أنفسهن .



بوه شوا سيا ، من جامعة تونكو عبد الرحمن فى ماليزيا ، قام بسؤال أكثر من 800 طفل ماليزي صيني أسئلة حول سعادتهم و إحترامهم للذات ، و الأكثر أهمية ما إذا كانوا يشعرون بأنه تتم معاملتهم بشكل مختلف بواسطة آباؤهم بسبب الجنس .

لقد كان المجتمع الصيني في ماليزيا إختيار جيد لهذه الدراسة , بالرغم من إن الثقافة الماليزية بشكل عام لا تفضل جنس على الآخر ، فإن تفضيل الأولاد يعد أمر واضح بين الماليزيين الصينيين ، إلى حد أن معدل الجنسين عند الولادة في هذا المجتمع يعد الآن غير متوازن .

وجد د. سيا إن هذا التمييز الأبوي الملموس بين الجنسين كان له علاقة سلبية كبيرة مع السعادة و إحترام الذات ، بشكل كبير فقط لدى الفتيات , ببساطة ، الفتيات اللاتي تشعرن بأن آباؤهم يفضلون الأولاد ، كانوا أقل سعادة ، و لديهم مستوى احترام للذات منخفض , على العكس ، التفضيل الأبوي الملموس بين الجنسين لم يكن لديه أي تأثير على الأولاد ، فيما يتعلق بالسعادة و إحترام الذات .

حيث إن تفضيل الأولاد بشكل قوي يعد أحد الملامح الرئيسية للكثير من الثقافات في العالم ، فإن نتائج د.سيا ، و التي تم تلخيصها في مجلة دراسات الشباب و الأطفال المعرضين للخطر ، لديها تأثيرات كبيرة .

” بناءً على دراسات سابقة كشفت تأثيرات نفسية سلبية مرتبطة بإنخفاض مستوى إحترام الذات و السعادة ، فإنه من المتوقع إنه هناك المزيد من التأثيرات النفسية السلبية للتمييز الأبوي بين الجنسين على الفتيات ، و هذا يحتاج إلى المزيد من البحث ” ، كما إستنتج د. سيا .

” هذا التقرير يقترح إن التفضيل الأبوي للأولاد له تأثيرات نفسية كبيرة على الفتيات ، لذلك يجب بذل المزيد من الجهد لتحليل عواقب التفضيل الثقافي للأبناء ” .

المزيد من دراسات تأثيرات التفضيل الأبوي بين الجنسين يجب أن تأخذ في الإعتبار المقابلات و المراقبات و المدخلات من الآباء ، بالإضافة إلى التقارير من الأطفال أنفسهم , مع وجود الكثير من الإناث فى العالم يعيشون فى ثقافات حيث يكون هناك تفضيل للأبناء ، فإنه من الهام فهم الضرر المحتمل الذي يمكن أن تتسبب به هذه التفضيلات .

Mar 23, 2017

العناية بالمريض تستدعي العناية بالمانح / ترجمة: فاطمة الشملان

من الهدف الثلاثي إلى الهدف الرباعي: العناية بالمريض تستدعي العناية بالمانح / ترجمة: فاطمة الشملان

مقدمة:


منذ أن قدّم دون بيرويك وزملاؤه الهدف الثلاثي إلى معجم الرعاية الصحية، انتشر هذا المبدأ إلى كل زوايا نظام الرعاية الصحية. الهدف الثلاثي هو توجه لتحسين أداء النظام الصحي، مقترحا أن تسعى المؤسسات الصحية تزامنيا خلف ثلاثة أبعاد من الأداء: تحسن صحة السكان، تعزيز تجربة الرعاية لدى المريض، وتخفيض تكلفة الرعاية الصحية للفرد الواحد. الغاية الأساسية من الهدف الثلاثي هي تحسين صحة السكان، مع غايتان ثانويتان- تحسين تجربة المريض وتخفيض التكاليف- مساهمتين في تحقيق الغاية الأساسية.

في زيارة عيادات الرعاية الأولية في أنحاء البلاد، سمع المؤلفون عبارات مثل ” لقد تبنينا الهدف الثلاثي كهيكل عمل، لكن الحياة العملية المُجهدة لأطبائنا والطاقم تؤثر على القابلية لتحقيق الأهداف الثلاثة.” جعلتنا هذه الآراء نتساءل، أيمكن وجود هدف رابع- تحسين الحياة العملية للأطباء والطاقم- أن، مثل هدفي تجربة المريض وتخفيض الكلفة، يجب أن يُحقق من أجل النجاح في تحسين صحة السكان؟ أيجب أن يصبح الهدف الثلاثي هدفا رباعيا؟

التوقعات المتصاعدة عن الأطباء والممارسات

يتوقع المجتمع أكثر وأكثر من الأطباء والممارسات، خصوصا في الرعاية الأولية. يريد المرضى أن تكون صحتهم أفضل، وأن يعاينوا في حينه وباستشعار، وأن يتمتعوا بعلاقة مستديمة بإكلينيكي ذي جودة عالية يختارونه هم. تم وصف ممارسة متمركزة حول المريض كأنها،” يمنحوني المساعدة التي احتاجها وأريدها بالضبط حين احتجاها وأريدها.” مع هذا للرعاية الأولية، لم يوفر المجتمع المناهل التي توافق تلك المعايير الباسقة.

الإرهاق النفسي للطبيب

لقد جهزت الفجوة العميقة بين التوقعات الاجتماعية والواقع المهني الخشبة لأن يعاني 46% من الأطباء الأمريكيين أعراض الاحتراق النفسي. انتشار واسع عبر التخصصات، الاحتراق النفسي سائد خصوصا ضمن أطباء قسم الطوارئ، الباطنة، الأعصاب، وأطباء الأسرة. في استطلاع عام 2014، 68% من أطباء الأسرة و73% من أطباء الباطنة لن يختاروا نفس التخصص لو كان بمقدورهم بدء مهنهم من جديد. الاحتراق المهني يتسم بفقدان الحماسة للعمل، أحاسيس بالتهكمية، وحس منخفض للإنجاز الشخصي ومرتبط بالتقاعد المبكر، تعاطي الكحول، التفكر الانتحاري. تبعا لاستطلاع حديث لمؤسسة البحث والتطوير(RAND)، المحرك الأساسي لرضا الطبيب هي القدرة على تزويد رعاية ذات جودة. لذا فإن عدم رضا الطبيب علامة نذير مبكرة لنظام رعاية صحي يخلق عوائقا لممارسة ذات جودة عالية. لقد سمعنا أطباء يقومون بصنع عبارات مثل:

” لقد ذهبت متعة ممارسة الطب.”

“أكره كوني طبيبا…. أنتظر بفارغ الصبر الرحيل.”

“لا يمكنني أن أقول لك كم أشعر بالانهزام…. الشعور بالمُعاقبة بسبب إيصال رعاية جيدة هو مرهق للأعصاب.”

“لم أعد طبيبا بل مدير بيانات، موظف إدخال بيانات وكاتبة اختزالية… لقد أصبحت طبيبا كي أهتم بالمرضى. لقد أصبحت كاتب آلة.”

في استطلاع وطني عام 2011، سمى 87% من الأطباء السبب الرئيسي للإجهاد المتعلق بالعمل والاحتراق النفسي هو العمل الكتابي والإدارة، مع 63% مشيرين إلى أن الاجهاد يتزايد. أبلغ ثلاثة وأربعون في المائة من الأطباء المُستطلَعين بقضاء ما يتجاوز 30% من يومهم على مهمات إدارية. يقضي الأطباء وقتا أكثر على نشاطات ليست وجها لوجه (مثال، رسائل، إدارة البريد الإلكتروني الوارد، وكتابة وصفات إعادة التعبئة) من مع المرضى. حتى في غرفة الفحص مع مرضى، يقضي أطباء الرعاية الأولية 25% إلى 50% من الوقت في حضرة الحاسوب. بين 2009 و2010، قضى أطباء رعاية أولية في منشأة شئون المحاربين القدامى 49 دقيقة لليوم مجيبين على تنبيهات البريد الإلكتروني الوارد بالإضافة إلى توثيق الرعاية المقدمة. نصف تنبيهات كهذه كانت تملك أهمية إكلينيكية قليلة أو يمكن أن تُعامل من قبل أعضاء آخرين من الفريق؛ 80% من النص في التنبيهات غير ضروري. حجم التنبيهات والنصوص غَشَت معلومات مهمة التي تتطلب الاهتمام فعلا. بالإضافة، خلقت التنبيهات مقاطعات معروف بأنها تؤثر عكسيا على رعاية المريض.

وجد استطلاع 2013 ل 30 من ممارسات الأطباء بأن تقنية السجل الصحي الإلكتروني (EHR) قد أساءت إلى الرضى المهني من خلال الوقت المستغرق لإدخال البيانات وإعاقة رعاية المريض. يقضي أطباء طب الطوارئ 44% من يومهم بإدخال البيانات، مع 4000 نقرة لليوم؛ فقط 28% من اليوم يتم قضاؤه مع المرضى. في استطلاع 2011، أبلغ أكثر من ثلاثة أرباع الأطباء بأن السجل الصحي الإلكتروني يزيد من الوقت المراد للتخطيط، مراجعة، طلب، وتوثيق الرعاية.

احتراق الطاقم النفسي:

لا يؤثر الاحتراق النفسي على الأطباء فقط، ولكن أيضا على أعضاء أخرين من القوى العاملة للرعاية الصحية. ثلاثة وأربعون في المائة من ممرضي المستشفيات و37% من ممرضي دار المسنين أبلغوا احتراقا نفسيا، مقارنة ب 22% من ممرضين يعملون في أماكن أخرى. في الخطوط الأمامية من الممارسة، يملك موظفو الاستقبال وظيفة مجهدة، مع 68% يلاقون عنفا لفظيا من المرضى. يشعر معظم موظفي الاستقبال بأن الأطباء يفشلون في تقدير تعقيدات عملهم. تشمل مصادر الإجهاد إيجاد مواعيد للمرضى والشعور بأنهم عالقين بين مطالب الأطباء والمرضى. وجد استطلاع في 2013 ل 508 موظف يعملون ل 243 أصحاب عمل في الرعاية الصحية بأن 60% أبلغوا عن احتراق نفسي و34% يخططون للبحث عن وظيفة مختلفة. شملت الشكاوى حمل ثقيل من المرضى، أطقم قليلة، ومستويات عالية من الإجهاد.

يتغذى عدم رضا الأطباء والطاقم من بعضهما. ” إنه حقا من الصعب التواجد حول طبيب محترق نفسيا. إنهم تهكميين، ساخرين، ويتساءلون’ ما الفائدة بعد؟'” يمكن أن تذهب في الاتجاه الآخر أيضا. يمكن لعضو طاقم محترق نفسيا ألا يعمل/ تعمل وظيفته/ها، منتجين إجهادا أكثر لطبيب منهك بالعمل مسبقا. تتنبأ أعداد وافية من طاقم داعم بدوران منخفض، مُدرَّب جيدا، موثوق به وقدير برضا أعظم للطبيب.

سلامة فريق الرعاية كلزام من أجل الهدف الثلاثي:

يهدد الاحتراق النفسي ضمن القوى العاملة في الرعاية الصحية مركزية المرضى والهدف الثلاثي. الأطباء والممرضون الغير راضين مرتبطين بانخفاض رضا المريض. يمكن أن يساهم احتراق الأطباء وفريق الرعاية النفسي بإفراط استعمال المناهل وبالتالي ازدياد تكاليف الرعاية. الأطباء الغير سعداء هم أكثر ترجيحا لمغادرة ممارستهم. يقارب تكلفة معدل دوران طبيب العائلة 250000$ لكل طبيب. الأطباء الغير راضين أكثر ترجيحا لوصف أدوية غير مناسبة والتي يمكن أن تُنتج مضاعفات باهظة.

احتراق الطبيب النفسي مرتبط بانخفاض الالتزام بالخطط العلاجية، منتجا نتائج إكلينيكية متأثرة سلبيا. يؤدي الاحتراق النفسي أيضا إلى مستويات أقل من الاستشعار، والذي هو مرتبط بنتائج إكلينيكية تسوء مع مرضي السكري. سلامة المريض مهددة عن طريق عدم رضا الممرض؛ يبلغ العديد من الممرضين بأن حمولة العمل تسبب سهوهم عن تغيرات في حالة مرضاهم. الأطباء الغير راضين هم أكثر ترجيحا بمرتين أو ثلاثة لترك الممارسة، وبذلك مستفحلين القصور النامي في أطباء الرعاية الأولية ومعقدين تحقيق سكان صحيين.

يمكن لممارسات تعمل باتجاه الهدف الثلاثي أن تزيد احتراق الطبيب النفسي وبذلك تقلل فرصهم للنجاح. يمكن لعلامات عالية حول تقييم الرعاية الطبية المنزلية المتمركزة حول المريض أن تكون مرتبطة باحتراق نفسي للإكلينيكيين أكبر في عيادات شبكة السلامة. وظائف أكثر للسجل الصحي الإلكتروني، تبادل البريد الإلكتروني مع المرضى، إدخال أوامر الطبيب، التنبيهات والمذكرات – قُصد بها تعزيز الهدف الثلاثي هي مرتبطة باحتراق نفسي أكثر واعتزام لترك الممارسة.

طبقت المجموعة الصحية التعاونية إصلاحات رعاية أولية في بدايات 2000 هادفة لتحسين أداء الهدف الثلاثي. كانت العاقبة الغير مقصودة هي زيادة احتراق الطبيب النفسي ومحصلة تقليص في الجودة وزيادات في التكلفة. في 2006، غيرت المجموعة الصحية الاتجاه، مركزة بداية على الحياة العملية للإكلينيكي بزيادة وقت الزيارة وتقليص حجم المجموعة. انخفض الاحتراق النفسي جوهريا مع مكتسبات مهمة في الجودة الإكلينيكية، تجربة المريض، وتقليص التكلفة. تعرض قصة المجموعة الصحية بأن دون التوجه للحياة العملية لهؤلاء الذين يمنحون الرعاية، من المرجح أن تسوء إجراءات الهدف الثلاثي.

التوجه للهدف الرباعي:

كيف يمكن للمنظمات الرعاية الصحية العمل باتجاه الهدف الرباعي، تحسين الحياة العملية للإكلينيكيين والطاقم؟ تقترح القائمة التالية لأطباء الرعاية الأولية بعض الخطوات العملية:

  • تطبيق توثيق فريقي: ممرضون، مساعدون طبيون، أو عضو آخر من الطاقم، يُقدَّم خلال زيارة المريض، مدخلين بعض أو كل الوثائق في السجل الصحي الإلكتروني، مساعدين في إدخال الأوامر، تمرير الوصفات، وقبض القيمة. لقد ارتبط التوثيق الفريقي برضا الطبيب والطاقم أكثر، تحسن الريع، وقدرة الفريق في معالجة مجموعة أكبر من المرضى مع العودة مبكرا إلى المنزل.

  • استخدام تخطيط ما قبل الزيارة والفحوصات المختبرية ما قبل الموعد لتقليص الوقت المهدر على مراجعة ومتابعة النتائج المخبرية.

  • توسيع الأدوار سامحة للمرضين والمساعدين الطبيين لأن يأخذوا مسئولية صحة الرعاية الوقائية والرعاية المزمنة مدربين تحت أوامر الطبيب المستدامة.

  • توحيد وضبط تدفقات العمل لإعادة تعبئة الوصفات، توجه يمكنه أن يوفر للطبيب خمس ساعات في الأسبوع خلال توفير رعاية أفضل.

  • تشارك الأفرقة في المواقع بحيث يعمل الأطباء في نفس ساحة أعضاء فريقهم؛ لقد أظهر هذا زيادة في الكفاءة وتوفير 30 دقيقة من وقت الطبيب في اليوم.

  • لتجنب انتقال احتراق الطبيب النفسي إلى الطاقم، التأكد من أن الطاقم الذي يتخذ مسئوليات جديدة مدرب جيدا ويفهم بأنه يساهم في صحة مرضاه وبأن العمل الغير ضروري يعاده هندسته خارج الممارسة.

على المدى الطويل، للتوجه للانشطار بين توقعات المجتمع وسعة الرعاية الصحية، يجب أن تُكرس مناهل مالية وبشرية أكثر للرعاية الأولية. تُقدِّر دراسة واحدة بأنه يحتاج إلى 59% من زيادة في الطاقم، إلى 4.25 موظف معادل للدوام الكامل (FTE) لكل طبيب لتحقيق الرعاية الطبية المنزلية المتمركزة حول المريض.

 

مركزية المرضي والهدف الرابع:

تشمل العوائق لتحقيق الهدف الثلاثي تحسن صحة السكان في مجتمع يعاني أوبئة السمنة والسكري وتنامي فروقات الدخل، تصاعد تكاليف الرعاية الصحية، وقوى عاملة في الرعاية الصحية مثبطة ومنفصلة. إذا استمر توسع الفجوة بين توقعات المجتمع للرعاية الأولية ومناهل الرعاية الأولية المتاحة، فإن أحاسيس الخيانة والانهاك من الإجهاد اليومي المتجلي في ممارسي الرعاية الأولية من الأطباء سينمو. سيكون التأثير السلبي على رعاية المريض المركزية عميقا وطويلة الأمد. على صعيد آخر، إذا أتى التركيز على القوى العاملة على حساب حاجات المرضى، يمكن أن يملك هذا التركيز عواقب سلبية. الرعاية الصحية هي علاقة بين هؤلاء الذين يمنحون الرعاية وأولئك الذين يسعون إليها، علاقة يمكنها فقط أن تزدهر إذا كانت تكافلية، يستفيد منها كلا الطرفين.

الاستنتاج:

لقد وفر الهدف الثلاثي للمجتمع بوصلة، تؤشر باتجاه تقدمي لنظام رعايتنا الصحية. هذا الارتباط الإيجابي، عوضا عن الخيبة السلبية، لقوى العمل في الرعاية الصحية هي قمة ذات أهمية رفيعة في تحقيق الغاية الرئيسية في الهدف الثلاثي- تحسين صحة السكان. على القادة ومانحي الرعاية الصحية التفكير في إضافة بعد رابع- تحسين الحياة العملية لأولئك الذين يوصلون الرعاية- إلى البوصلة التي تشير إلى رعاية أفضل، صحة أفضل، وتكاليف أقل.

Mar 19, 2017

تصحيح مسار و تشخيص اضطراب قصور الانتباه وفرط الحركة

تصحيح مسار تشخيص اضطراب قصور الانتباه وفرط الحركة

بقلم الدكتور / فلاح محروت العنزي

http://www.almarefh.net/show_content_sub.php?CUV=446&Model=M&SubModel=136&ID=2750&ShowAll=On



Dec 7, 2016

انتهاكات حقوق المرضى النفسيين بالصحة والحياة

 حقوق المرضى النفسيين بالصحة والحياة

الدكتور هاني جهشان مستشار الطب الشرعي 
الخبير الدولي في مواجهة العنف لدى مؤسسات الأمم المتحدة

يشمل الحق بالصحة توفير مرافق وخدمات الرعاية الصحية بأعداد كافية آمنة، وإتاحتها بعدم تمييز لكافة المواطنين بما فيهم المرضى النفسيين، وأن تكون سهلة النفاذ لجميع شرائح المجتمع بما فيهم المهمشين والمحرومين والمعرضين للخطر، وأن تكون هذه الخدمات ميسورة للجميع على مبدأ المساواة، وأن تكون جيدة النوعية وتراعي مبادئ الأخلاقيات الطبية وآداب المهنية ولها مرجعية علمية قائمة عن السند البحثي وضبط جودة عالي، فلقد نص المبدأ الأول من "مبادئ حماية الأشخاص المصابين بمرض عقلي وتحسين العناية بالصحة العقلية​" الصادرة عن الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1991 على أن "يتمتع جميع الأشخاص بحق الحصول علي أفضل ما هو متاح من رعاية الصحة العقلية التي تشكل جزءا من نظام الرعاية الصحية والاجتماعية" 
العنف كأحد عواقب المرض النفسيجذور العنف تتراوح بين عوامل إجتماعية عامة أهمها شيوع المواقف التقليدية التي تنظر للعنف على أنه نمط شرعي مقبول وبين عوامل بالمجتمع المحلي كالفقر والبطالة والإكتظاظ السكاني وبين أضطراب في العلاقة ما بين الأفراد بما في ذلك أفراد الأسرة وهناك العوامل المتعلقة بالفرد والتي من أهمها معاناة الضحية أو المعتدي من أمراض أو إضطرابات نفسية أو إدمان، فكثير من الأطفال يتعرضون للعنف بسبب الإخفاق في تشخيص معاناتهم من إضطربات نفسية تصيبهم تحديداَ كالتوحد وفرط النشاط، وكثير من المراهقين والمراهقات يرتكبون نشاطات جُرمية أو يتغيبون عن منازلهم ويتعرضون لكافة أشكال الإستغلال بسبب إضطرابات سلوكية مرضية غير مشخصة ويُتهمون أنهم أشقياء وعدوانيون، وكثير من الأزواج يرتكبون العنف ضد زوجاتهم بسبب معاناتهم من أضطرابات في الشخصية أو الإدمان والتعود على الكحول والمخدرات والعقاقير المنبهة، وكثير من الأسر لا تتعامل مع المرضي النفسسين من أفرادها الإ بالشعوذة وأوهام السحر والأرواح النجسة والتي يرافقها كافة أشكال العنف والتعذيب بوسائل مهينة ولا إنسانية.

إن وجود الأمراض النفسية غير المشخصة وغير المتابعة طبيا يشكل مجازفة تهدد حياة المرضى النفسيين وأقاربهم وعائلتهم وتعرضهم جميعا لمخاطر العنف والإهمال بما في ذالك عواقبهما القاتلة، وهذا الواقع الأليم موجود بسبب شيوع ثقافة سائدة مكبلة بالجهل وبالوصمة الاجتماعية والتمييز ضد المصابين بالأمراض والاضطرابات النفسية، تتصف بالخوف والحرج من المجتمع والرفض والنبذ، مما يؤدي إلى شيوع إنتهاكات حقوقهم المدنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية إن كان في المجتمع أو في مستشفيات وعيادات الأمراض النفسية، مما يزيد من إحتمال تعرضهم لإنتهاكات جسدية وجنسية وللحرمان الجائر من فرص المشاركة في الحياة الإجتماعية الطبيعية وللتميز الظالم ضدهم بالإنتفاع من الخدمات التي يستحقونها.

عوامل المجازفة لتعرض المرضى النفسيين للعنف والإهمال يمتد من الوصمة الإجتماعية إلى واقع أليم آخر يتصف بتدني جودة الخدمات الطبية والإجتماعية المقدمة لهم، فهناك نقص حاد في عدد الأطباء والممرضين والعاملين الصحيين الأخرين في مجال الصحة النفسية بشكل عام، وهناك غياب شبه تام للمختصين بالتعامل مع الأطفال الذين يعانون من أضطرابات وأمراض نفسية، وإن الخدمات المتوفرة تتصف بعدم الإنتظام وبغموض إجراءات التعامل مع الحالات الطارئة، كما وأن هذه الخدمات غير مدمجة بالرعاية الصحية الأولية وفي الخدمات الإجتماعية، وهناك نقص في التوزيع الجغرافي لهذه الخدمات، وغياب المعايير المناسبة للتوظيف وأستخدام الموارد البشرية وغياب معايير الرعاية وآليات مراقبة الجودة.

إن تراخي الدولة في مواجهة شيوع الوصمة الإجتماعية ضد المرضى النفسيين وعدم ضمانها لجودة الخدمات الطبية والإجتماعية المقدمة لهم وعدم إقرارها وتنقيذها ومتابعتها لإستراتجيات وسياسات وتشريعات متخصصة بالتعامل معهم أدى إلى وضع يتصف بإنتهاك حقوقهم والتميز ضدهم بعزلهم وحرمانهم من الاندماج السليم في المجتمع، كما وأن الحكومات نفسها قد تمارس التمييز المباشر ضد المصابين بالإضطرابات النفسية بإقصائهم غير المبرر وحرماﻧﻬم من العديد من مظاهر وحقوق المواطنة، مثل الحق بالتملك واستخدام الملكية، والتمتع بالحقوق الجنسية والإنجابية، والزواج، والحق في المقاضاة.

يشكل المرض النفسي عامل خطورة حقيقي لتعرض المرضى النفسيين لكافة الإنتهاكات القاسية في حقوقهم الأساسية بالحياة والصحة والحماية من قبل أقاربهم ومقدمي الخدمات الصحية لهم في أوقات وأماكن مختلفة، فهم يعاملون معاملة غير لائقة وجائرة وقد تحجز حرياتهم لفترات طويلة من الزمن من دون إجراءات قانونية أو بإجرءات قانونية تفتقد للعدالة كالحجز دون أطر زمنية واضحة أو دون تقارير دورية عن تطور حالتهم، ويتعرضون للإهمال في بيئات قاسية وغير آمنة ويحرمون من الرعاية الصحية الأساسية، وهناك كثير من المؤشرات على أنهم يتعرضون للتغذيب أو سواه من المعاملة الوحشية أو اللا إنسانية أو المهينة بما في ذلك الإستغلال الجنسي والإيذاء الجسدي. كثير من المرضى في مرافق الصحة النفسية يستبقون فيها مدى الحياة خلافا لإرادهم كما يتم تجاهل الموافقة الشخصية عند الدخول ولا تتولى جهة محايدة تقييم قدرات المريض على إتخاذ القرارات. كما وأن عدم توفر الأسرة والخدمات الملائمة للمرضى النفسيين قد يشكل أخفاق في تقديم العلاج لهم وبالتالي يعرضهم لتفاقم حالتهم مما قد يودي بحياتهم.

إنتهاك حقوق المرضى النفسيين كشكل من أشكال التعذيب: المادة 7 من "العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية" المتعلقة بتوفير الحماية ضد التعذيب وضد المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو الحاطة بالكرامة، تنطبق على مؤسسات الرعاية الطبية النفسية. ويعني هذا تحمل الحكومات المسئولية "بتوفير المعلومات حول أماكن الاحتجاز في مستشفيات الأمراض النفسية، والتدابير المتخذة لمنع الانتهاكات، وعملية الاستئناف والطعن المتاحة للأشخاص الذين أدخلوا المؤسسات النفسية، والشكاوى المسجلة خلال فترة التبليغ". يوجد في بعض مؤسسات الصحة النفسية عدد كبير من الأمثلة التي تجسد المعاملة اللاإنسانية أو المهينة. وهذه تشمل: الافتقار إلى البيئة الآمنة التي تحفظ الصحة، وإلى ما يكفي من الغذاء واللباس؛ وإلى التدفئة الكافية أو الملابس التي تقي من البرد؛ وإلى المرافق الصحية الكافية لتوقي انتشار الأمراض المعدية؛ والنقص في كوادر العاملين، مما يؤدي إلى إجبار المرضى على العمل دون أجر أو مقابل مزايا ثانوية؛ وإلى وجود أنظمة تقييدية تترك المريض غارقًا في مخلفاته البشرية، أو عاجزًا عن الوقوف أو التحرك بحرية مدة طويلة. الافتقار إلى الموارد المالية أو المهنية لا يمثل ذريعة تبرر المعاملة اللاإنسانية أو المهينة. فالمطلوب من الحكومات توفير التمويل الكافي للحاجات الأساسية ولحماية المرضى من المعاناة الناجمة عن نقص الطعام، أو اللباس، أو الموظفين المؤهلين في المؤسسة، أو المرافق الأساسية لحفظ الصحة، وعدم توفير البيئة التي تحترم كرامة الفرد.

وبغياب تشريع أردني متخصص بالتعامل مع الأمراض النفسية، حيث أقتصر قانون الصحة العامة رقم 47 لعام 2008 على أربع مواد بالفصل الرابع حول الصحة النفسية والإدمان، ومنها المرجعية في الإدخال جبرا للمستشفيات (المادة 14) في حالة كون المريض أو المدمن يسبب أذى لنفسه أو للأخرين سواء كان ماديا أو معنويا أو صدور قرار من المحكمة بذلك، إلا أنه هناك غياب لمعايير واضحة وموضوعية ومعلنة للإدخال القسري للمستشفيات وغياب تشجيع الإدخال الطوعي، وهناك ضبابية وغموض (المادة 15) في الحق في مراجعة الحالة وإعادة النظر في المعالجة القسرية في فترات زمنية محددة. 

إن عدم وجود تشريع أردني متخصص بالتعامل مع الأمراض النفسية يشكل عائقا حقيقيا أمام تقديم خدمات وقائية وعلاجية في مجالات الصحة النفسية، فلقد أشارت مراجع منظمة الصحة العالمية أن لدى حوالي 75 % من بلدان العالم تشريعات متخصصة للصحة النفسية (الأردن ليس منها) وهذه التشريعات في حال وجودها تعتبر وسيلة مهمة من وسائل تحقيق أهداف وغايات وسياسات الصحة النفسية على المستوى الوطني لشمولها على ضمان إنشاء مرافق وخدمات الصحة النفسية العالية الجودة، وتيسير نفاذ المواطنين إلى الرعاية الصحية النفسية الجيدة وحماية حقوق الإنسان للمرضى النفسيين كضمان السرية والخصوصية وحقهم بالعيش ببيئة آمنة وبالإتصال بالعالم الخارجي وبالعمل المناسب وحقهم بعدم التميز ضدهم وضمان حق المرضى النفسيين في المعالجة والتأهيل الإجتماعي.

يعتبر المصابون بالإضطرابات النفسية من الشرائح الإجتماعية المعرضة للخطر والسريعة التأثر وهم بحاجة لحماية خاصة، والحكومة ملزمة بإحترام وتعزيز وتطبيق حقوق المصابين بهذه الإضطرابات النفسية كما بينتها وثائق الأمم المتحدة، فقد ورد في المادة الأولى من "مبادئ الأمم المتحدة لحماية المصابين بعلل نفسية..." ما يلي "يتمتع جميع الأشخاص بحق الحصول علي أفضل ما هو متاح من رعاية الصحة العقلية التي تشكل جزءا من نظام الرعاية الصحية والاجتماعية. يعامل جميع الأشخاص المصابين بمرض عقلي أو الذين يعالجون بهذه الصفة معاملة إنسانية مع احترام ما للإنسان من كرامة أصيلة. لجميع الأشخاص المصابين بمرض عقلي أو الذين يعالجون بهذه الصفة الحق في الحماية من الاستغلال الاقتصادي والجنسي وغيرهما من أشكال الاستغلال، ومن الإيذاء الجسدي أو غير الجسدي أو المعاملة المهينة. لا يجوز أن يكون هناك أي تمييز بدعوى المرض العقلي. لكل شخص مصاب بمرض عقلي الحق في ممارسة جميع الحقوق المدنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية المعترف بها في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان"

إن حماية المرضى النفسيين وإعادة تأهيلهم جسديا ونفسيا وإجتماعيا هي مسئولية وطنية تتطلب مبادرة جدية من الحكومة لإقرار تشريع خاص قائم على الدليل العلمي المسند وبمرجعية إستراتجية وطنية تضمن توفير جودة عالية لخدمات الصحة النفسية، والتوعية بتثقيف عامة المواطنيين بأهمية الصحة العقلية، ورفع كفائة الأطباء والممرضين والعاملين الصحين، وضمان توفر الموادر المالية والبشرية. 

لقد نصت المادة 1 من "الإعلان العالمي لحقوق الإنسان"، الذي تبنته الأمم المتحدة عام 1948، على أن جميع الناس يولدون "أحرارًا متساوين في الكرامة والحقوق" وبالتالي فإن المصابين بالاضطرابات النفسية يتمتعون أيضًا بالحق في حماية حقوقهم الإنسانية الأساسية والمادة 12 من "العهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية" تقر بحق كل إنسان في التمتع بأعلى مستوى من الصحة البدنية والنفسية يمكن بلوغه".

Nov 8, 2016

العلاج بالقراءة أو الببليوثيرابيا




صورةصورة

العلاج بالقراءة أو الببليوثيرابيا هو استخدام مواد قرائية مختارة كمواد علاجية مساعدة في الطب البدني أو الطب النفسي وكذلك في التوجيه إلى حل المشاكل الشخصية من خلال القراءة الرشيدة
الفرق بين العلاج بالقراءة كعلم والعلاج بالقراءة كفن[عدل]
وجدير بالذكر أن وصفة أو روشتة القراءة في عملية العلاج: علاج المرض العقلي أو المرض البدني يمكن أن ينظر إليه على أنه علم الببليوثيرابيا أو العلاج بالقراءة.
بينما محاولة علاج عيوب الشخصية أو مساعدة شخص ما على أن يحل مشاكله الشخصية من خلال مقترحات أو توصيات بقراءة كتب محددة من جانب أمين المكتبة أو المدرس أو الموجه النفسي أو أي شخص آخر خارج الوسط الطبي يمكن أن ينظر إليه على أنه فن الببليوثيرابيا فهو لا يبنى على تشخيص إكلينيكي ولكن على الفطنة والبصيرة والشفافية والتجربة الذاتية من جانب أمين المكتبة أو الأخصائي الاجتماعي أو النفسي، ومن الواضح أن فن العلاج بالقراءة أقل تعقيداً من علم العلاج بالقراءة.
متطلبات العلاج بالقراءة كعلم[عدل]
وعلم القراءة أو الببليوثيرابيا كعلم بتطلب:
عناصر بشرية تدخل فيه على النحو الآتي: مريض – عضو أو أعضاء من الهيئة الطبية أي مهنة الطب (طبيب –ممرضة ...) – أمين مكتبة.
تحليل دقيق لحالة المريض ثم تحليل لاحتياجاته من جانب الهيئة الطبية.
روشتة قراءة من جانب الهيئة الطبية.
مجموعة كافية ومتنوعة من الكتب والدوريات وغير ذلك من المواد المكتبية المستحدثة موجود في المكتبة.
وضع تقارير دقيقة كم جانب أمين المكتبة يرفعها إلى الطبيب عن الحالة ثم يستطيع الطبيب استخدام
القراءة في برنامج العلاج.
إنشاء علاقة وثيقة بين أمين المكتبة والمريض حتى يثق المريض في أمين المكتبة ويقبل على استخدام الكتب في
المكتبة.
كتابة تقارير دورية عن استجابة المريض وردود أفعاله يكتبها أمين المكتبة ويسلمها للهيئة الطبية أولا
بأول.
متطلبات العلاج بالقراءة كفن[عدل]
عناصر بشرية على النحو الآتي: قارئ عادي لديه مشكلة عقلية أو عضوية – شخص متعاطف معه وهذا الشخص
هو صاحب معرفة واسعة وعريضة وشخصية بالكتب من جهة وطبيعة النفس البشرية من جهة أخرى.
مجموعة كتب متنوعة ومتدرجة بما يكفي المساعدة في حل المشاكل والتغلب عليها.
علاقة طيبة ووثيقة بين القارئ (صاحب المشكلة) وبين أمين المكتبة تدعو إلى الثقة فيه والاستماع لنصائحه
واتباعها.
لمحات من تاريخ العلاج بالقراءة[عدل]
يعتبر مفهوم العلاج بالقراءة مفهوم قديم من مفاهيم علم المكتبات والمعلومات اشار الى فائدته المصريون القدماء وكذلك الإغريق. فعلى سبيل المثال كانت المكتبة الطبية للطبيب اليوناني القديم جاينوس مفتوحة للجميع ممن يريد القراءة خصوصاً لاعضاء المشفى الذين يعملون معه. وفي القرن الثالث العشر الميلادي كان القرآن الكريم يوصف كعلاج للمرضى الراقدين في مستشفى المنصور في القاهرة. وفي بدايات القرن التاسع عشر كان الطبيب النفسي الشهير في امريكا بنجامين رش يوصف باستخدام مكتبة المستشفى لا فقط من اجل المتعة بل من اجل تيسير الشفاء. وفي بدايات القرن العشرين صارت المكتبات جزءاً مهماً من اجزاء المصحات العقلية في اوربا.
برزت إ. كاتلين جونز في سنة 1904 كأول أمينة مكتبة تقوم ببرامج ناجحة للعلاج بالقراءة في مكتبات مستشفى ماكلين في ويفرلي في ماساشوستس، ولما كانت كاتلين جونز هي أول أمينة مكتبة مؤهلة ومدربة تقوم باستخدام الكتب في علاج المرضى عقلياً فقد كانت أول من فتح الباب لجعل الببليوثيرابيا فرعاً من فروع علم المكتبات والاعتراف به، ورغم توقف برنامج العلاج بالقراءة بعد ازدهار كبير في تلك المستشفى بسبب نقص المال وانتهاء عمل الأمينة الفذة في ذلك البرنامج إلا أنه يعتبر حلقة هامة في تاريخ العلاج بالقراءة.
لقد لقيت عمليات العلاج بالقراءة دفعة قوية خلال الحرب العالمية الأولى 1914 م – 1918 م ممارسة وتنظيراً فقد قام المكتبيون والأشخاص العاديون وعلى رأسهم الصليب الأحمر واتحاد المكتبات الأمريكية ببناء المكتبات وتحمل مسئولياتها، وفي نهاية الحرب قام مكتب المجندين في الولايات المتحدة بتسلم مهام المستشفيات العسكرية بما فيها المكتبات وتحمل مسؤولياتها، ومنذ ذلك التاريخ قامت إدارة التجنيد بالدور الأكبر في العلاج بالقراءة.
قام أدوين استارباك (بالإنجليزية: Edwin Starbuck) في عام 1928 م بتحرير "دليل كتب الأطفال من أجل تنمية الشخصية"، وتضمن الدليل قائمة كتب موزعة على الصفوف الدراسة اشتملت على قصص العفاريت والخرافات والأساطير، وفي مجلد آخر نجد قائمة بكتب القصص، وتضمن الدليل قائمة بالمواقف مرتبة حسب المواقف الأخلاقية الواردة والجانب من الشخصية الذي يدعم الموقف، وقد اعتبر هذا العمل الببليوجرافي ذو المجلدين أول مرجع مصنف حسب الاحتياجات الشخصية الخلقية.
قامت شعبة مكتبات المستشفيات في اتحاد المكتبات الأمريكية في عام 1939 م باستحداث "لجنة الببليوثيرابيا" وذلك بهدف استقصاء إمكانيات استخدام الكتب كعلاج في تغيير الاتجاهات، ومن هنا يكون العلاج بالقراءة قد اكتسب وضعاً رسميا في مهنة المكتبات بتبني الاتحاد له.
تم نشر أول إعلان في سنة 1956 م في مجلة المكتبات عدد يناير يطلب أخصائي علاج بالقراءة للعمل في إحدى المكتبات، ولم ينشر من هذا القبيل بعد ذلك سوى عدد محدود من الإعلانات.
أهداف وأغراض الببليوثيرابيا[عدل]
تقديم المعلومات.
تهيئة الظروف للتبصر أو الاستبصار insight.
تهيئة الظروف لمناقشة أركان وأبعاد المشكلة.
الوصول إلى قيم جديدة واتجاهات جديدة.
خلق الإحساس ولفت الانتباه إلى أن الآخرين لديهم نفس المشاكل.
إيجاد حلول للمشكلات التي تسبب المرض.
ربط الإنسان المريض بالواقع وإيجاد حلول واقعية لمشاكله.
أساليب العلاج بالقراءة[عدل]
هناك أسلوبان للعلاج بالقراءة:
الأول: هو العلاج الفردي الذي يتناول حالة واحدة فقط.
الثاني: هو العلاج الجماعي الذي يتناول مجموعة من الأفراد في وقت واحد، وعادة ما تكون ظروفهم المرضية واحدة ومستواهم العقلي والنفسي متقارب.
أقسام الببليوثيرابيا[عدل]
الببليوثيرابيا المؤسسي[عدل]
الشكل: فرد أو جماعة عادة إيجابي.
الحالة: مريض بدني أو نفسي – أو سجين – أو حالة خاصة.
المتعاقد: المجتمع.
المعالج: فريق من الأطباء والممرضين والمكتبيين.
المادة المستخدمة: حقائقية تقليدية.
الطريقة: مناقشة المادة.
المكان / الموقف: المؤسسة العلاجية أو مكان خاص.
الهدف: التبصير أو الإعلام.
الببليوثيرابيا الإكلينيكي[عدل]
الشكل: جماعي – نشيط – طوعاً أو كرهاً.
الحالة: شخص ذو مشاكل عاطفية أو سلوكية.
المتعاقد: المجتمع أو الفرد.
المعالج: الطبيب أو أخصائي الصحة العقلية أو أمين المكتبة وغالباً معاً في فريق.
المادة المستخدمة: خيالية بعيدة عن الواقع.
الطريقة: مناقشة المادة مع التركيز على رد فعل المريض وبصيرته.
المكان / الموقف: المؤسسة العلاجية أو مكان خاص أو داخل المجتمع.
الهدف: التبصير و/أو تغيير السلوك.
الببليوثيرابيا العام (التنموي)[عدل]
الشكل: جماعي – نشيط – طوعاً.
الحالة: شخص طبيعي ولكن في أزمة.
المتعاقد: الفرد.
المعالج: أمين المكتبة أو المدرس أو رجل الدين أو آخرون.
المادة المستخدمة: خيالية و/أو حقائقية.
الطريقة: مناقشة المادة مع التركيز على رد فعل المريض وبصيرته.
المكان / الموقف: داخل المجتمع.
الهدف: التنمية الطبيعية وتحقيق الذات وتوافق الذات.
أنواع الإنتاج الفكري المستخدمة في العلاج بالقراءة[عدل]
الكتب السماوية المقدسة وعلى رأسها القرآن الكريم. (لقوله تعالى "قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء
والذين لا يؤمنون في آذانهم وقر وهو عليهم عمى").
الأحاديث النبوية الشريفة، (انظر كتاب الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي لابن قيم الجوزية).
القصص القصيرة خاصة.
قصص الخيال العلمي.
القصص الخفيف والخرافي ومقالات المجلات والجرائد.
القصص العام.
الشعر
التراجم وسير الأنبياء.
كتب الإرشاد الذاتي.
كتب آداب السلوك.
كتب الروح.
الأفلام وما في حكمها.