Total Pageviews

May 22, 2012


تعزيز مهارات القراءة والكتابة العاطفية
بقلم: جرانفيل ديسوسا.  ترجمة: ياسمين بريك
نشر في 14 أيار، 2012 ورقة رابحة



إن قدرتنا على الوعي العاطفي تعتمد بشكل كبير على الطريقة التي تعلمنا بها التعامل مع المشاعر.

كثير منا ينظر الى المشاعر المؤلمة كحالة مزعجة. ويمكن لهذا الموقف الغير متسامح تجاه المشاعر المؤلمة، مثل القلق والتوتر، أن يجعلها في الواقع أسوأ بكثير. نحن نزدريْ أنفسنا حين نشعر بمشاعر سيئة أو مؤلمة او محبطة ، بل وقد نحارب هذه المشاعر المؤلمة في كثير من الأحيان بدلا من العمل من خلالها لحل المشكلة. نحن ننسحب الى داخل شرانقنا السلبية ونتجنب المواقف التي تثير أعصابنا. والبعض ممكن  حتى أن يتعامل مع هذه المشاعر المؤلمة بواسطة الكحول أو المخدرات، أوالترفيه، أو نوبات التسوق .


لقد وصف عالم النفس ستيفن هايز هذا الأسلوب ذلك بظاهرة  "إجبار المشاعر الطيبة" – وهي تقوم على فكرة ضارة تعتبر أن المشاعر السيئة يجب أن يتم سحقها أو محوها بواسطة الدواء. ويمكن لمثل هذا التعصب  ضد أي نوع من الألم العاطفي  أن يضر أكثر مما ينفع لأنه يتحدى حقيقة جوهرية في الوجود الإنساني: الأشياء السيئة تحصل في بعض الأحيان ونحن نشعر بالحزن وليس هناك ما يعيبنا في ذلك.


أستكشف جذور عواطفك
المشاعر التي تنضح تحت السطح في أذهاننا، تحت مستوى أفكارنا واعية، يمكن أن يكون لها تأثير عميق على الطريقة التي تتصرف  بها والطريقة التي نستقبل بها أفعال الآخرين. ويقول سيغموند فرويد والمعالجين النفسيين من بعده، مثل هوارد غاردنر، أن جزءا كبيرا من حياتنا العاطفية غير واع؛ المشاعر الموجودة في داخلنا لا تعبر دائما العتبة الى حياتنا الواعية.

خذ شخصا قد انزعج من عميل وقح في العمل مثلا. هذا الشخص لا يزال يشعر بالغضب والعصبية  لعدة ساعات بعد الحادثة، وقد يستاء من أصغر غلط من إي أحد على مدار اليوم. وعلى الرغم من أن هذه المشاعر تتأجج تحت مستوى إدراكه الواعي،  إلا أنها تترك بصمة في دماغه، فيبدأ بتيقيم جميع التجارب الأخرى من خلال عدسة الغضب. إذا ظل عاجزا عن تحديد سبب تهيجه ، فإن نظرته ومزاجه لن يتحسن ، وسيظل يشعر بالإحتقان و المرارة طوال اليوم. من هذا المنظور يعتبر الوعي العاطفي الذاتي هو أساس الذكاء العاطفي.


إن تطوير مهارات القراءة والكتابة العاطفية تبدأ بالإنتباه لعالمنا الداخلي وتفهم تجربتنا العاطفية الخاصة. ونورد هنا العديد من الأسئلة يمكنك أستخدامها مع نفسك لتوضيح تجاربك العاطفية:


• هل تتدفق مشاعرك على مدار اليوم، متقلبة من لحظة في أخرى؟



• هل تشعر بأحاسيس جسدية نتيجة عواطفك؟



• هل تشعر بمشاعر وعواطف واضحة ومحددة؟



• هل تعاني أحيانا من الانفعالات الحادة التي تلفت نظر الآخرين؟



• هل تهتم لعواطفك وتعتبرها مهمة في عملية أتخاذ قراراتك الخاصة ؟


العقبات التي تحول دون الوضوح العاطفي


العوامل التالية تعيق الوضوح العاطفي: الغضب أو العدوان، التجنب أو الانسحاب، والقلق أو التوتر. هذه المشاعر تؤدي الى تهميش وتشويه وخنق قدرتنا على استشعار حالة عاطفية أكثر شمولا. نختبئ وراء عباءات واقية من العداء أو الانسحاب من دون العمل بشكل كامل من خلال مشاعرنا لمواجهة الأشكالية.


الغضب / العدوان: العدوان يصف سلوكا أو نية،
أما الغضب فهو فقط عاطفة ذات سمعة سيئة. لقد اعتدنا على ربط  الغضب مع العدوان والعنف والتسلط والقهر. لكن الغضب عاطفة طبيعية غالبا ما تخدم وظيفة مهمة وهي "التكيف"، بل إن الغضب ينبهنا الى متاعب على وشك أن تحدث، أو وجود إشكالية في حياتنا تحتاج التصرف، كما أنه تحفز سرعة اتخاذ الإجراءات اللازمة. ولكن الغضب المزمن ينفر من حولنا ويتصاعد بسرعة ويدفعنا خارج  نطاق السيطرة. حتى التهيج  المعتدل يمكن أن يتسبب بردود فعل فورية.
الغضب حين يزيد، يدفعك إلى مشادات مع الآخرين أو يبعدك عن الأهل والأصدقاء. وفي حين أن الفورة الفعلية للغضب قد تكون خفيفة وسريعة ولحظية، إلا أن أثار الصدمة والاستياء الناتجة عنه قد تدمرالعلاقات الاجتماعية على المدى البعيد.


التجنب / الإسحاب: الكثير من الناس يلجؤون الى الإنسحاب أو التجنب أو وضع الحواجز تحت تأثيرالضغط النفسي.
وهذا قد يفيد على المدى القصير لسد الفجوة إلى تؤدي الى التجارب المؤلمة، لكنه أسلوب ضار على المدى الطويل لانه يبعدنا عن الأهل والأصدقاء و يزيد عزلتنا مع الوقت ونصبح في نهاية المطاف  سجناء خلف القضبان التي بنيناها لحماية أنفسنا.

القلق / الإجهاد: جميعنا نفرق أحيانا بالمتطبات الكثيرة في بيئتنا المباشرة: وظائفنا، رعاية عائلاتنا، وإدارة العلاقات.
إن لتوتر في حد ذاته ليس بالضرورة أمرا سيئا، فالاجهاد يمكن أن يدفعنا إلى اتخاذ االخطوات اللازمة ويحفزنا الى دفع أنفسنا إلى مستويات الأداء الأمثل: فالرياضيين، والجراحين، والطيارين، والخطباء هم من اأصحاب المهن التي تزدهر مع الإجهاد. حتى الأحداث السعيدة - مثل التخرج وحفلات الزفاف، واحتفالات الذكرى السنوية - يمكن أن تسبب التوتر والقلق لأولئك المعنيين مباشرة. الإجهاد يصبح مشكلة فقط عندما يصبح قوة منهكة في حياتنا بدلا من "آلية تعامل". الكثير من الناس يستجيبون لعواطفهم عبر التوتر والقلق. عندما نحن لا نقبل عواطفنا ولا نتعامل معها،  نشعر في كثير من الأحيان بالتوتر.