الانهاء العلاجي
بتصرف: ستيف هاوبتمان
ترجمة: ياسمين بريك
أحيانا يضطر المعالج لتسريح المريض. ورغم أنه أمر محزن إن حدث، الا أنه أحيانا لا مفر منه.
ويسمى هذا بالإنهاء العلاجي Therapeutic discharge.
أذكر شخصا كانت جلساته تسير من غير نهاية واضحة، وبعد سنتين من الجلسات كنا لا نزال نخوض في نفس المحادثات والمواضيع التي بدأنا بها في بداية الجلسات.
كان من النوع اللوّّام: زوجتي لا تحبني، والديَّ قصرا معي، رئيسي أو جيراني أو أبنائي لا يحترموني. بذلت جهدي لإقناعه أنه قد يكون مسؤولا جزئيا عن هذا الوضع. ردوده التقليدية كانت إما العصبية ( انت لا تفهم)، أو الدفاع ( أنا أحاول جاهدا) أو أن تُجرح مشاعره.
هذا الرجل المسكين عالقا في المرحلة الاولى من مراحل التعلم الأربعة:
١. العجز الغير واعي: يكون الشخص غير مدركا لما لا يدركه. تخيل طفل صغير في الرابعة من العمر يرى والده يسوق السيارة ثم يعلن ( أنا أجيد السياقة)، ويجلس على مقعد السائق ويمسك بمقود القيادة ويحركه يمنة ويسرة ويقول ( أنا أسوق). هو لا يعي ما لا يعيه. هو في مرحلة عجز غير واع.
٢. العجز الواعي: في هذه المرحلة يكون الفرد واعيا لما يجهله. مثلا مدرب السياقة يقول للمراهق ذو الستة عشر عاما ( صف السيارة موازية للرصيف) والمراهق يخاف لأنه يدرك أنه لا يعرف مهارة الصف الموازي. هو مدرك لما لا يعرفه.
٣. الكفاءة الواعية: في الكفاءة الواعية أنت مدرك لما تعرفه. المراهق أصبح شابا في الثامنة عشرة و حصل على رخصة القيادة ويقود السيارة بثقة وواثقامن قدرته على ركن السيارة في أي مكان لو احتاج. هو يعرف ما يعرف. لديه كفاءة واعية.
٤. الكفاءة الغير الواعية: المرحلة الاخيرة لا تدرك فيها انك تعلم. الان اصبح الطفل في الاربعين واصبح يسوق في كل الطرقات ويستمع للموسيقى ويأكل ويجري مكالمات ويحلم. لقد مضت عقود عليه وهو يسوق وأصبحت القيادة بالنسبه له تلقائية ولا يفكر بالطريقة. هو غير مدرك لما يعلمه. لديه كفاءة غير واعية.
الاعتراف بالجهل أو عدم المعرفة هو الخطوة الأولى لإنهائه، إلا أن بعض الاشخاص يرفضون أو لا يقدرون على هذه الخطوة ويبقون عالقين في المرحلة الاولى من التعلم. وهم بهذا لا يتعلمون شيئا وتظل جلساتهم النفسية تدور في دوائر مفرغة.
وتكمن المشكلة في كثير من الاحيان ليس في كونهم لا يدركون ما لا يعلمون، بل أنهم في أعماقهم لا يريدون ان يدركوا أو أن يتعلموا.