رسم المخ الكهربائي: EEG متوفر في جميع أنحاء العالم وكافة المستشفيات. يتم وضع أقطاب كهربائية على فروة الرأس يتراوح عددها بين 32 إلى 64 ويتم قياس الفرق بين قطبين كهربائيين فعالين أو بين قطب كهربائي فعال وآخر غير فعال موضوع خلف الأذن.
رسم قشرة المخ الكهربائي Electrocorticography : في أمراض الصَّرْع التي تتطلب جراحة مخ يتم وضع الأقطاب الكهربائية على قشرة المخ. لا يمكن عمل جراحة مخ للصرع بدون هذا الفحص للتأكد من وجود بؤر صرعية فعالة وفي جهة واحدة من الدماغ.
مدة الفحص: 20 – 30 دقيقة في معظم الحالات. إذا كان هناك سببٌ قويٌّ لوجود بؤرة صرعية فقد يستمر الفحص لمدة ساعتين وخلال نوم المريض. كذلك قد يُرْشد المريض لعمل فرط التنفس Hyperventilation لدقائق معدودة لتحفيز ظهور موجات غير طبيعية.
العامل الفني لرسم المخ EEG Technician : العامل في هذا المجال خريج من المعاهد التكنولوجية ويقضي فترة لا تقل عن السنتين في التدريب في هذا المجال. الكثير منهم يميزون الموجات الطبيعية من غير الطبيعية ويتقنون عمل الفحص بصورة علمية. لكن لا علاقة لهم بكتابة التقرير السريري الذي هو من اختصاص طبيب أخصائي.
مستشار الفسيولوجية الكهربائية Consultant Electrophysiologist : طبيب له تدريب في الأمراض العصبية يقضي بعدها ما لا يقل عن سنتين للعمل في هذا المجال. الكثير منهم يتقنون فحوصات كهربائية أخرى وأهمها رسم العضلة الكهربائي Electromyography. مهمة المستشار دراسة الرسم وربطه بالمعلومات السريرية المتوفرة له للوصول إلى استنتاج معين. يكتب بعدها تقرير مفصل إلى الأخصائي الذي بعث المريض.
رسم المخ الكهربائي من بعد EEG Telemetry : يتم وضع 8 إلى 16 قطب على فروة رأس وتسجيل الفعالية بجهاز صغير يشبه الكاسيت. يتم إرسال المريض إلى البيت. الغاية من هذا الفحص تسجيل الرسم أثناء حدوث نوبات صرعية. لا تقل مدة التسجيل عن 24 ساعة وقد تطول إلى أسبوع. يصاحب هذا الفحص الكثير من المشاكل التقنية.
رسم المخ الكهربائي من بعد مع الفيديو Video EEG Telemetry : ينم إجراء هذا الفحص في المستشفى ويتم تسجيل فعاليات المريض بجهاز فيديو. الغاية منه التمييز بين نوبات صرعية ونوبات نفسية انفصالية. في الكثير من الأحيان لا يصعب التفريق بين الحالتين بمجرد دراسة فلم الفيديو والكثير من أخصائي الصرع يطلب من أهل المريض تسجيل النوبة في البيت بواسطة كاميرا فيديو لدراستها.
أمواج المخ الكهربائية:
في الأحوال الطبيعية هناك أربعة أمواج يمكن ملاحظتها:
1- عندما يكون الفرد مسترخياً ومغلقاً عينيه يتم تسجيل أمواج ألفا Alpha waves وسرعتها تتراوح ما بين 8 – 13 هيرتس /ثانية.
2- عند فتح العين تظهر أمواج بيتا Betaو سرعتها أكثر من 13 هيرتس/ثانية.
3- في حالة الشعور بالنعاس تصدر أمواج ثيتا Thetaوسرعتها بين 4 – 7 هيرتس/ثانية.
4- عند النوم العميق والغيبوبة تظهر أمواج ديلتا Delta وسرعتها 1 -3 هيرتس/ ثانية.
يوضح الرسم أدناه هذه الأمواج:
رسم المخ الكهربائي غير الطبيعي
أمواج مسمارية وحادة Spikes and Sharp waves :
هذه هي السمة المميزة لوجود الصرع. تواجد هذه الأمواج إما في جميع أنحاء المخ أو في مناطق معينة تدعى البؤرة الصرعية Epileptic Focus رغم ذلك فهناك العديد من الموجات الحادة غير الصرعية التي يخطأ الطبيب غير المختص أحياناً في تشخيصها، وهي طبيعية ولا معنى لها.
فعالية أمواج مسمارية أو حادة مع أمواج بطيئة Spike and Slow Wave Activity سمة مميزة كذلك للصرع ويكثر مشاهدتها في الصرع الصغير Petit Mal أو ما يعرف اليوم بالصرع العام مع نوبات غيبة Generalised Absence Seizures هذا النوع من الصرع يختفي مع البلوغ ولا يمكن تشخيصه أبدا بدون رسم مخ يحتوي على هذه الأمواج. إذا كانت سرعة الأمواج 3/ثانية فيدعى حين ذاك بالنموذجي، وإذا كانت أسرع أو أبطأ من ذلك يدعى غير نموذجي.
يستعمل لفظ الصرع الصغير أو موجات الغيبة أحياناً على بعض الحالات في البالغين وهذا غير صحيح فمعظم وإن لم يكن جميع أنواع هذا الصرع تختفي بعد البلوغ.
أمواج بطيئة
في غياب الموجات الحادة فإن هذه الأمواج لا تؤكد أو تنفي شيئاً وتتناسب طردياً مع وعي المريض وتناوله بعض العقاقير. يكثر الحديث عن وجود هذه الأمواج في الأمراض الذهانية واضطرابات الشخصية ولكنها لا تؤكد أو تنفي التشخيص السريري. على ضوء ذلك فإن عمل رسم المخ في غياب تاريخ سريري واضح للصرع في المريض النفسي لا فائدة منه.
العقاقير ورسم المخ الكهربائي
جميع العقاقير المضادة للاكتئاب ومضادات الذهان قد تؤدي إلى ظهور أمواج حادة ولكن هذا لا يعني أن المريض مصاب بالصرع أو يحتاج إلى عقاقير مضادة للصرع. كذلك ليس هناك أي سبب سريري يدعو إلى إجراء هذا الفحص بدون وجود شك بأن المريض مصاب بنوبات صرعية.
جميع مضادات الاكتئاب من نوع الثلاثية الحلقات Tricyclic Antidepressants قد تؤدي أحياناً إلى حدوث نوبات صرعية في نسبة قليلة جداً من المرضى ولذلك لابد من الاستفسار عن ما يلي عند وصف هذه العقاقير وبل جميع المرضى:
1- تاريخ سابق لنوبات صرعية.
2- وجود تاريخ مرض الصرع في العائلة والأقارب.
أكثر العقاقير شدة في هذا الأمر هما:
1- المابروتولين (لوديمويل) (Maprotiline (Ludiomil .
2- الكلوميبرامين (أنفرانيل) (Clomipramine (Anfranil .
يتزايد احتمال حصول نوبة صرعية طردياً مع الجرعة، وتقدر بعض الدراسات أن نسبة حصول النوبات الصرعية قد تصل إلى 6%. على ضوء ذلك لا ترى العقار الأول خاصة كثير الاستعمال في يومنا هذا.
العقار الوحيد الذي لا يؤدي إلى حدوث نوبات صرعية هو الترازودون (تريتيكو) (Trazadone (Trittico وعقار الفيلوكسزين (فيفلان) (Violxazine (Vivaln. إن عدم شهرة العقار الأخير تعود إلى تأثيره السلبي على الشهية وحدوث التقيؤ في ما لا يقل عن 20% من المرضى.
الكلوزابين Clozapine
احتمال حدوث نوبات صرعية عند استعمال هذا الدواء قد لا يقل عن 5% و خاصة في الجرعات التي تتجاوز الـ 400 مغم يومياً. يجب توخي الحذر عند استعمال هذا الدواء الذي يوصف فقط للشيزوفرانيا التي لم تستجيب للعلاج بنوعين من العقاقير. ويجب إعلام المريض بضرورة إخبار الطبيب إذا ظهرت لديه هزات رمعية (أو هزات عضلية ارتجاجية) Myoclonic Jerks عند ذاك لا بد من عمل رسم مخ وإن ظهرت موجات حادة فيجب إضافة عقار الصوديوم فالبرويت أو المعروف بالأبيلم أو ديباكين (Sodium Valproate (Epilim or Depakine Chrono الطويل المفعول بجرعة 500 مغم يومياً والتي يمكن زيادتها إذا اقتضت الحاجة.
استعمالات أخرى لرسم المخ الكهربائي:
1- تشخيص مرض الخدار النومى Narcolepsy.
2- تشخيص التهابات المخ الفيروسية وبالأخص الالتهاب دون الحاد الدماغي الشامل التصلبي (Sub-acute Sclerosing Pan Encephalitis (SSPE التي تتناسب حصوله في المجتمع عكسياً مع نسبة تسلم لقاح ضد الحصبة Measles Vaccine
3- نهاية الحياة عند غيبوبة طويلة حيث لا يكشف الرسم عن وجود أية فعالية كهربائية للمخ.
الخلاصة:
إن رسم المخ الكهربائي ضرورة للتأكد من تشخيص مرض الصرع ولكن يبقى هذا التشخيص سريريا ولا علاقة له بنتيجة الرسم. إن كان الرسم طبيعياً فهذا لا يعني أن المريض غير مصاب بالصرع ويجب الحذر في الوصول إلى استنتاجات سريرية اعتماداً على رسم المخ فقط.
دون ذلك فإن فائدة رسم المخ في الطب النفسي السريري والطب عموماً محدودة.
يجب عمل هذا الفحص من قبل فنيين متخصصين في هذا المجال ويشرف عليه طبيب مختص في هذا المجال دون غيره وإلا أدى ذلك إلى استنتاجات لا تعني شيئاً لا للمريض ولا للطبيب نفسه.