Total Pageviews

Sep 15, 2013

عندما يموت الطبيب النفسي

 
بقلم: دكتور صادق السامرائي
 
 
عندما يموت الطبيب النفسي ، أتساءل لماذا؟!
خصوصا حينما يكون الموت مفاجئا.
كان لي زميل من بلادي ، سمعت بخبر وفاته المفاجئ قبل أعوام ، بعد أن توقف
بريده الإليكتروني بغتة ، وكان من المدخنين ، وقد دخل المستشفى عدة مرات
لإضطراب دقات قلبه.
وحينما كنت مقيما ، توفى أحد أساتذتنا فجأة ، وكان السبب سكتة قلبية ، وأثناء إمتحان
البورد ، سمعنا بخبر وفاة أحد الأساتذة الممتحنين ، وكان أيضا موتا مفاجئا .
وعندما نبحث في أسباب موت الطبيب النفسي ، يمكننا تلخيصها بالآتي:


أولا : الإنتحار
 
 
 
الطبيب النفسي معرض للإنتحار أكثر من غيره من الأطباء ، وقد إنتحر عدد من
الزملاء في بلدنا وفي مواطن الغربة . وآخرها إحدى الزميلات وقد  وجدت ميتة في
فراشها ، بعد أن قررت الإنتحار.
وللإنتحار أسباب متعددة ، وخصوصا الكآبة.


ثانيا:أمراض القلب


الطبيب النفسي يكون عرضة للإصابة بأمراض القلب ، وذلك لقلة النوم ، ولتفاعله مع
حالات إنفعالية ونفسية صعبة ، والتي ربما يكون لها تأثير على قلبه ، كما أن قلة
الحركة وعدم الإهتمام بالرياضة والطعام الصحي ، يساهم في الإضرار بقلبه.


ثالثا: الخمر والتدخين


كنت أريد اللقاء بأحد الزملاء قبل بضعة أعوام في إحدى الدول العربية ، فأخبروني
بأنه يتعاطى الخمر كثيرا ، وأنه في حالة صعبة ، ويعاني من الإدمان ، وقد عاجلته
المنية بعد شهور.
فعندما يقترن الخمر مع التدخين ، فالموت يكون أسرع ، وفقا لتنامي الأسباب المؤدية
لذلك.
 
رابعا: حوادث الطرق


الطبيب النفسي يموت بحوادث الطرق ، وقد قضى أحد الزملاء نحبه في حادث
سيارة . ويكون الموت أسرع ، خصوصا عندما تكون السياقة في طرقات مزدحمة ،
وبعد الخفارة المتعبة ، ويعزى ذلك إلى الإنهاك وطول السهر.
وكاد أن يحصل ذلك لي ذات يوم ، بعد خفارة مرهقة لستة عشر ساعة في ردهة
الطوارئ النفسية ، فوجدتني قد أخذتني غفوة خلف مقود سيارتي ، وأنجاني الله بقدرته
من حادث مروع محقق ، فقررت حينها الإنقطاع الفوري عن هذه الخفارات ،
وتعذرت بما أستطيعه من أسباب.


خامسا: القتل بواسطة المريض


الطبيب النفسي معرض للقتل بواسطة مريضه أكثر من غيره ، وهناك العديد من
الحوادث المدونة في دوريات الطب النفسي. وقبل عامين قتلت مريضة طبيبها ومن
ثم نفسها.
وقد عاينت مريضا قتل طبيبه البارع والمعروف في علاج مرض الفصام.


سادسا: الإغتيالات


الطبيب النفسي – العربي خصوصا - معرض للإغتيال من قبل جهات مجهولة ، لأن
الثقافة النفسية لا يسمح لها أن تتحقق في مجتمعات ، يراد لها أن تُستعبد وتتبع
وتنمحق ، من أجل أمن وسعادة مجتمعات أخرى متمكنة منها.
فالمجتمع العربي عبارة طاقة يعاد تصنيعها لإسعاد حالات أخرى.
وهناك عدد من الأطباء الذين تم إغتيالهم ، أو تغيبهم في غياهب المعتقلات والسجون.
هذه بعض العوامل المؤدية لوفاة الطبيب النفسي ، في  لمجتمع الإنساني والعربي ، وربما يمكن إضافة أسباب أخرى.