Total Pageviews

Mar 28, 2013

سيكلوجية الحب

بقلم: ريم الزند

http://se7tns.blogspot.com/2012/08/blog-post_3568.html?m=1

القراءة في سيكولوجية الحب سهلة ميسورة، ليست أبدا كمحاولة محاكاة الناس لفهمه وتطبيقه، فتلك رواية لها فصول، وذلك حديث ذو شجون..
يفسر علم النفس الحب بأنه تطابق قناعاتنا ومخزونات عقلنا الباطن مع مواصفات شخص معين نلتقي به صدفةً، أو بترتيب مسبق. لدى عقلنا الباطن (Subconscious mind) مواصفات وبرمجة معينة للصورة التي يجب أن يكون عليها الأشخاص الذين يجب أن نحبهم، أو نفكر بالارتباط بهم، وتأتي منظومة البرمجة هذه مما اكتسبناه من بيئتنا الأسرية ومحيطنا الاجتماعي (الأصدقاء، المدرسة، وسائل الإعلام). فيستقبل العقل الباطن صورة الأم والأب، وعلاقات الذكور والإناث داخل الأسرة، وسلوك كل منهم حسب جنسه، وتفضيلاتهم لشكل المرأة أو الرجل، وحديثهم عن مواصفات معينة ينبغي توافرها في كلا الجنسين، وكلام الأصدقاء عن مواصفات الفتاة/ الشاب الذي يحلمون بالارتباط به، أو معرفته، والصورة التي تقدمها وسائل الإعلام للمرأة/ الرجل، ويحتفظ بها.
وفي موروثنا الاجتماعي والثقافي والنفسي أزمة كبيرة يستقبلها ويخزنها عقلنا الباطن، تدعى "الكمال". منذ طفولتنا ونحن مطالبون بالأولية، فيجب أن تكون الأول في صفك، وليس هذا فقط بل يجب أن تحصل على معدل 100% وإذا قصرت فلتكن 99.9%!!!!
ومنذ طفولتنا والإعلام يصور الرجل المثالي بأنه الذي يمكنه صنع المعجزات، ويحب بطريقة "الأفلام الهندية" وحديثاً "المسلسلات التركية"، وقوي بشكل يكاد يكون خارق للعادة مثل بوباي -الله يسهل عليه- عندما كان يأكل السبانخ!!
ويصور المرأة الجميلة على أنها "ماليكان"، ليس لديها ربع سم زائد في أي منطقة من جسدها، وطريقتها الوحيدة لتسويق نفسها هي ذلك الجسد ذو المواصفات المثالية. فينخدع بذلك أول ما ينخدع المراهقون وأرباب النظرة السطحية بغض النظر عن أعمارهم.
كل هذه المشاهد والموروثات الاجتماعية رسائل يستقبلها عقلنا الباطن، ويحتفظ بها أعواما طويلة إلى حين استدعائنا لها، والاستدعاء معناه أن تفكر بأمر لم يسبق لك التفكير فيه، أو لم يسبق أن ظهر لعقلك الواعي، فتحضره من عقلك الباطن (اللاوعي) إلى الوعي، وعندها تكتشف أن لديك منظومة كاملة أو منقوصة من المواصفات التي تتمنى أن يكون عليها من تحب. تسبب هذه الرسائل ما يسمى بـ "التشوه المعرفي" أو Cognitive Distortions ، وتأتي هنا تحديدا على شكل عبارات الوجوب، مثل: يجب أن أحصل على المركز الأول، لازم يكون وزني كذا، الفتاة التي سأرتبط بها يجب أن تكون نحيفة، لازم كل الناس تكون معجبة بسلوكي، وغيرها الكثير من العبارات التي تسبب القلق والاضطراب في خيارات الفرد وسلوكه، وبالتالي شخصيته.
ولا يمكن التخلص من مثل هذه التشوهات المعرفية التي تعرضنا لها دون علم أو إذن منا، إلا بالتفكير العقلاني، وتفنيد هذه اللزوميات، واستبدالها بأفكار عقلانية، أكثر تقبلا واعتدالا. مما سيمنحنا فرصا أفضل وأكثر لإيجاد أشخاص يمكننا الانسجام معهم، وسنكون عندها أكثر قدرة على تقبل هؤلاء الأشخاص كما هم، دون أن نشترط عليهم تغيير أنفسهم ليكونوا كما نحن نشاء.

الوسواس القهري

http://se7tns.blogspot.com/2012/08/obsession.html?m=1

في عام 1838 م استطاع " جان اتيني دومينيك اسكويرال " Esquirol, J.E.D وهو طبيب فرنسي أن يشخص حالة الشك الوسواس ، وفي عام 1861 استخدام الطبيب النفسي الفرنسي " موريل " Morel, B. A. مصطلح الوسواس لأول مرة .
ولقد وضع " فرويد " أول وصف متكامل لعصاب الوسواس القهرى في كتابة " مقدمة عامة للتحليل النفسي " عام 1917 م بقول " ينشغل عقل المريض بأفكار غير سارة ، ويشعر باندفاعات تبدو غريبة بالنسبة إليه وأنه مدفوع ليؤدي أعمالاً لاتسره ، وليس لديه القدرة على الامتناع عنها ، وقد لا يكون للأفكار والوسواس معني في ذاتها ، ولكنها مع ذلك ، أفكار مثابرة ومسيطرة على عقل المريض دائماً فهي نقطة البدء في تركيز فكري مجهد ينهك المريض .. "
والوسواس فكرة متسلطة ، والقهر سلوك جبري ، يفرض نفسه على المريض ولا يستطيع المريض مقاومته على الرغم من اقتناعه بعدم معقوليته ، وعدم فائدته .
والوسواس والقهر عادة متلازمان وكأنهما وجهان لعملة واحدة . وأحياناً يستخدم مصطلح " الوسواس " ويقصد بذلك عصاب الوسواس والقهر وذلك لتلازمهما ، ويعد الوسواس القهري من أقل الأمراض النفسية شيوعاً ، ونسبة المرضي به حوالي (5%) من مجموع مرضي العصاب . والذكور أكثر إصابة به من الإناث .
ويبلغ معدل انتشار الوسواس القهري حوالي ( 2% ) مما يعني أنه أكثر انتشاراً من الفصام والاضطرابات ثنائية القطب .
وسمات الشخصية الوسواسية القهرية منشرة بشكل كبير لدي المجموع العام من الناس ، وخاصة بين الرجال ، ولكنه فقط في حالة حدوث هذه السمات بشكل كبير من التصلب أو الشدة للدرجة ، ولكنه فقط في حالة حدوث هذه السمات بشكل كبير من التصلب أو الشدة للدرجة التي تعرقل وتتداخل مع علاقات الفرد البينشخصية ، يمكن اعتبار أن هذه الصفات مرضية .
تعريف الوسواس القهري :-
كلمة وسواس هي الترجمة العربية الشائعة للكلمة الإنجليزية Obsession ، والمعني الإنجليزي للكلمة حسب معجم أكسفورد، هو فكرة " أو شعور " تحتل العقل بشكل يسبب الضيق.
وفي " معجم علم النفس : 1985 " تترجم كلمة Obsession بمعني وسواس ، استحواذ ، حصار وتعني وجود فكرة أو انفعال أو مخاوف أو طقوس حركية مستمرة أو دورية ويكون المريض على يقين بتفاهة هذه الوساوس ولامعقوليتها ، وعلمه الأكيد أنها لا تستحق منه هذا الاهتمام ، ويحاول مقاومة هذه الوساوس ، ولكنه يحس بسيطرة هذه الوساوس وقوتها القهرية عليه مما يترتب عليه شلله الاجتماعي والآلام النفسية والعقلية الشديدة .
فالوساوس :- عبارة عن أفكار أو صور أو أندفاعات impulses تستمر بإصرار متداوم بصورة عنيدة ، تستحوذ على تفكير الإنسان وتسيطر عليه ، وتتخذ صورة معاودة Recurrent وأمثلتها التفكير في ارتكاب فعل عنيف ، أو أفكار التلوث وعدم النظافة أو الشك ، وقد تكون الوساوس حميدة Benign أو خبيثة مرضية Morbid فأما الحميدة فأمثلتها بعض أنواع التمادي أو المداومة Preservation لأشياء مثل : لحن موسيقي أو اسم دواء ، أو جملة لا معني لها. أما الوساوس المرضية يمكن أن تسيطر على الشعور وتتحكم في السلوك إلى حد تأثيرها في أوجه نشاط الفرد ، وأعاقتها لأعماله ومن أمثلتها :
أ- الوساوس العقلية كالاجترار Rumination وبخاصة الأفكار الفلسفية .
ب – المخاوف الوسواسية كالرعب من التلوث ، أو الخوف من التفكير في أفكار غير خلقية .
ج- الأندفاعات الوسواسية كالتفكير في إيذاء الآخرين أو قتلهم .
د- الخيالات الوسواسية كالصور العقلية أو أحلام اليقظة التي تداوم بإصرار والتي تتصل بحوادث صدمية ، كأن تفكر الأم أن ابنتها قد اغتصبت .
كما يشير مفهوم القهر Compulsion إلى أفعال تكرارية نمطية ، أو اندفاع مداوم لا يمكن التحكم فيه ولا يستطيع الفرد مقاومته للقيام بفعل نمطي غير معقول أو تافه أو لا معني له أو لا هدف من ورائه كغسيل اليدين خمسين مرة في اليوم ، أو العد أو المراجعة أو تغيير الملابس ، بقصد صرف التوتر وتفادى القلق أو لتجنب اندفاعات غير مقبولة ، أو للتخفف من الشعور بالذنب .
ويقدم دليل التشخيص الإحصائي الرابع للاضطرابات العقلية(D.S.M.IV 1994 ) تمييزاً واضحاً بين تعريف اضطراب الوسواس القهري ، واضطراب السلوك القهري واللذان يحملان المسمي العام لاضطراب الوسواس القهري :-
فالوساوس :
أفكار ودفعات متواترة ومعاندة أو صور عقلية يخبرها الشخص في بعض الأوقات أثناء الاضطراب بوصفها مقتحمة وغير ملائمة وتؤدي إلى كدر وقلق ملحوظ وهي لا تعد مجرد انشغال متزايد بمشكلات الحياة الحقيقة ، ويحاول الشخص تجاهل هذه الأفكار والدفعات والصور أو تحيدها أو كبتها من خلال أفكار أو انفعالات أخرى ويعرف الشخص أن هذه الأفكار الوسواسية والصور نتاج عقله.
أما الأفعال أو السلوك القهري :-
فهو عبارة عن أنماط سلوكية تكرارية ( مثل غسيل اليدين ، الترتيب ، المراجعة ) أو أفعال عقلية ( مثل الصلاة ، والعد ، وتكرار كلمات في صمت ) يشعر الشخص أنه مجبر على القيام بها استجابة لوسواس أو وفقاً لقواعد يتعين عليه تطبيقها بشكل صارم ، ويهدف السلوك ، وكذلك الأفعال العقلية إلى منع كارثة أو الإقلال من تأثيرها ، أو لمنع وقوع حدث أو موقف مرعب . بالرغم من عدم وجود آية علاقة واقعية بين هذه الأشكال السلوكية وهذا الأداء العقلي ، وبين الحدث أو الموقف .
وفي موسوعة " علم النفس والتحليل النفسي : 2005 " يعرف الوسواس بأنه أفكار شاذة تراود المريض وتعاوده وتلازمه دون أن يستطيع طردها من ذهنه أو التخلص منها بالرغم من شعوره وإدراكه لغرابتها وعدم واقعيتها أو جدواها ، بل أن المريض يبذل من طاقته الكثير لمحاولة درء مثل هذه الأفكار عن ذهنه ، حتى يصبح شاغله الشاغل هو القضاء عليها واستبعادها آناً باستخدام منطقه في إقناع نفسه بعدم واقعية أو جدوى الفكرة ، وأناً آخر باللجوء إلى الآخرين لاقناعه بذلك .
أما الفكرة الوسواسية التي تشغل المريض فقد تظل هي نفسها دون تغيير ، أو قد تختفي لتحل محلها فكرة أخرى ثم تعود الفكرة الأولي أو تحل ثالثة محلها كما قد تجمع أكثر من فكرة وسواسية في نفس الوقت .
أسباب الوسواس القهري :-
1- الصراع بين عناصر الخير والشر في الفرد ، بين الخوف من العقاب وتأنيب الضمير ، ووجود رغبات لا شعورية متصارعة تجد التعبير عنها في صورة الفكر الوسواسي القهري ، وكذلك الصراع بين التمرد على مطالب الكبار وتقبلها.
2- الإحباط المستمر في المجتمع ، والتهديد المتواصل بالحرمان ، وفقدان الشعور بالأمن ، ولذا يبدو الفرد كأنه يتلمس الأمن ويتجنب الخطر في النظام والتدقيق والنظافة وغير ذلك من أغراض .
3- الخوف وعدم الثقة في النفس والكبت .
4- الشعور بالإثم وعقدة الذنب وتأنيب الضمير ، وسعي المريض لا شعورياً إلى عقاب ذاته ويكون السلوك القهرى بمثابة تفكير رمزي وإراحة الضمير .
5- الحوادث والخبرات الصادمة ، والأمراض المعدية الخطيرة والمزمنة .
6- تقليد سلوك الوالدين أو الكبار المرضي بالوسواس القهري .
فمعظم أسباب الوسواس القهري ترجع إلى عقدة الذنب التي تنتج عن كبت الدوافع السيئة اللاشعورية كدافع العدوان مثلاً ، فإذا ما انطلقت مثل هذه الدوافع من اللاشعور إلى الشعور شغلت تفكير الفرد في صورة وساوس ، وتشير أيضاً إلى أن التهديد لدافع الأمن والصدمات الانفعالية الشديدة يؤديان إلى حدوث الوسواس القهري .
7- أسباب بيئية وأسرية واجتماعية كأساليب المعاملة الوالدية غير السوية التي تتسم بالتزمت والتعسف وفرض النظام الصارم ، وبالقمع والضبط الشديد والدقة ، وعدم المرونة خلال مرحلة الطفولة مما يؤدي إلى نمو الخصائص المهيئة للإصابة بالوسواس القهري .
8- أسباب شخصية قبل المرض تهيئ الفرد للإصابة بالوسواس القهري وترجع معظمها إلى خصائص ما يسمي بالشخصية الوسواسية القهرية ومنها التزمت والجمود والصرامة ..
9- أسباب فسيولوجية حيث تشير نتائج الدراسات إلى عدم اكتمال الجهاز العصبي لدي المصابين بالوسواس ، وربما وجود بؤرة نشطة كهربياً في القشرة اللحائية تستثير أفكاراً واندفاعات لدي الفرد .
10- أسباب وراثية حيث أوضحت نتائج بعض الدراسات عن التاريخ العائلي للمصابين بالوسواس القهري أن ( 30% ) من الحالات يوجد في عائلاتهم شخص وسواسي أو أكثر .
11- وجود خلل ما في عمل الناقل العصبي السيروتونين Serotonin في المشابك العصبية للمصابين بالوسواس القهري ، وهناك دراسات تشير إلى وجود نقص في ناقل عصبي آخر هو النور أدرينالينNoradrenalin .
كما أظهرت الدراسات زيادة في معدل نشاط فصوص المخ الأمامية ، ومعدل نشاط النوى القاعدية خاصة النواة المذنبة أو المذيلة Nucleus Caudate وكذلك منطقة الحزام Cingulum في مرضي اضطراب الوسواس القهري مقارنة بغيرهم من الناس .
سمات الشخصية الوسواسية القهرية :-
الفرق بين الشخصية الوسواسية والاضطراب مناظر للفرق بين السمات والأعراض وقد فرق " فولدز " Foulds وزملاؤه بين السمات والأعراض اعتماداً على ثلاثة محكات كما يلي :-
1- السمات توجد لدي كل فرد ، على حين أن الأعراض والعلاماتSign لا توجد إلا لدي المريض فقط .
2- أن السمات منسجمة نسبية مع الأنا ، بينما الأعراض والعلامات مؤلمة موجعة أما للمريض أو لأصدقائه وذويه .
3-السمات باقية نسبياً ، بينما الأعراض والعلامات زائلة عابرة نسبياً .
وأصحاب الشخصية الوسواسية القهرية هم أشخاص يتصفون بوجود بعض السمات السلوكية التي يمكن أن تعد صفات مرغوبة ، أو خصالاً حميدة ، أو خصائص يوسم بها الأخيار من البشر كالنظافة والدقة والنظام ويقظة الضمير والوفاء بالعهد وغيرها من الصفات ، وبعض هذه الصفات حتى في درجتها المتطرفة يمكن أن تعد لازمه لبعض المهن كالنظافة المفرطة بالنسبة إلى الجراح ، والدقة والنظام والمراجعة بالنسبة للباحث العلمي ويقظة الضمير والوفاء بالعهد بالنسبة لأي إنسان صالح .
و الشخصية الوسواسية تتميز بالصلابة وعدم المرونة ، وصعوبة التكيف والتأقلم للظواهر المختلفة مع حب النظام والروتين وضبط المواعيد ، والدقة في كل الأعمال ، والاهتمام بالتفصيلات والثبات في المواقف الشديدة ، ولا شك أن الإنسان الناجح يحتاج لبعض هذه السمات حتى يستطيع تنظيم حياته ، ولكن إذا زادت عن الحدود الطبيعية ، فدائماً ما تجعل هذه الشخصية معرضة للصدام مع الزملاء والرؤساء والمرؤوسين نظراً لضميرهم الحي ، ورغبتهم في تطبيق مثاليتهم على كل من حولهم .
وبالإضافة إلى ما سبق تتسم الشخصية الوسواسية القهرية بالعناد والتسلط والحرص والتردد والتشكك والتدقيق والحذر والاهتمام بالتفاصيل والتمسك بالأخلاق والكمال والطاعة والهدوء والتمسك بالحقوق والواجبات .
النظريات المفسرة للوسواس القهري :-
تباينت النظريات التي تناولت الوسواس القهري بالتفسير وفيما يلي يقدم الباحث عرضاً سريعاً لبعض هذه النظريات :-
(1) نظرية التحليل النفسي :-
تقوم نظرية التحليل النفسي بتفسير العوامل المسببة للوسواس القهري ، فالحيل الدفاعية كالعزل والتعطيل والتكوين العكسي ضرورية للدفاع ضد السادية الشرجية وبين فرويد أن نمط الشخصية الشرجية يتكون من سمات ثلاث هي : العناد والبخل والتنظيم وركز في نظريته على الطبيعة المتصلبة للأنا الأعلى في هذا الاضطراب ، واثر التثبيت على المرحلة الشرجية ، وأشار إلى التناقض الوجداني لدي المرضي والحاجة إلى الضبط والتحكم والصراع بين ما يخبره الفرد على أنه رغبات ممنوعة محرمة .
بمعني أن المرحلة الشرجية Anal phase من مراحل النمو النفسي الجنسي للطفل في السن التي تمتد من (2 –4 ) سنوات تكون مسئولة عن تطور الشخصية القهرية حيث تصطدم دوافع الطفل بالمحاولات الوالدية للتنشئة ,
ففي هذه المرحلة يقوم الوالدين بتدريب الطفل على التخلص من الفضلات وعلى النظافة لكن الطفل يستمتع بأن يخرج على قواعد النظافة في هذه المرحلة كما أنه يكون عندئذ كثير الميل إلى التحدي والتمرد ولذلك تراه يقاوم متطلبات الأبوين والوالدان يعتمدان على العقاب والإثم في تنفيذ رغباتهما ويضطران الطفل إلى إنكار سلوكه المتوجه نحو تحصيل اللذة عندئذ ينشأ التكوين العكس ويتحول الطفل إلى إلي الإفراط في النظام والنظافة واقتضاء الكمال حتى إذا بلغ مرحلة الرشد تراه قد يستعيد أحكام والديه ويظل يتهم نفسه بأنه لم يسلك السلوك المناسب .
ويظهر مما سبق أن الوسواس القهري نكوص إلى الطور الثاني من المرحلة الأستية السادية حيث تفقد " الأنا " حريتها في الحركة ، وتجد نفسها ملزمة بخدمة سيد قوي ، وعليها أن تنصاع لأوامره وهو " الأنا الأعلى " وفي ظاهرة القهر تحدث مواجهة عنيفة بين الدوافع الغريزية وبين القوى المضادة للغريزة ، ويبدو في سلوك بعض المرضي غلبة القوى الغريزة ، والتي تتمثل في الأفكار الحصارية عن مضاجعة المحارم أو القتل ، ويبدو في سلوك آخر غلبة القوى المضادة للغريزة وتتمثل في الأوامر الصارمة للأنا الأعلى .
(2) نظرية السلوكية
يري السلوكيون بأن الشخصية القهرية شخصية مكتسبة وأن العادات القهرية عادات متعلمة .
أي أن الوساوس والقهر أموراً مكتسبة عن طريق التعلم والتعزيز فالفرد عندما يكتشف صدفة أن سلوكًا معيناً أو فكرة ما تؤدي إلى تخفيض مستوي قلقه ، فإنه في كل مرة يستثار فيها خوف الفرد يحل محله بطريقة لا شعورية هذا السلوك المبدد لذلك الخوف أو المخفض لمستوي القلق ، وبتكرار ذلك وتعزيزه يصبح الوسواس والقهر نمطاً سلوكياً متعلماً يمارسه الفرد بشكل تلقائي .
ويتفق تفسير السلوكيين الجدد مع السلوكيين التقليدين في أن الأعراض الحصارية القهرية هي مسالك لقيت التعزيز عن طريق خفض القلق ولكن السلوكيين الجدد يولون أهمية أكبر إلى التشريط المباشر للاستجابات للقلق ، وأداؤه يخفض القلق إلى حد ما على الأقل لفترة وجيزة .
(3) الوراثة والوسواس القهري :-
بينت دراسات عديدة وجود تأثير واضح للوراثة في اضطراب الوسواس القهري فهو أكثر في التوائم المتماثلة ( 33 - 63% ) عنه في التوائم غير المتماثلة (7%).
كما أن نسبة الإصابة بالوسواس القهري في أفراد عائلة المريض أعلى منها في أفراد المجتمع العاديين ، حيث وصلت إلى (35% ) في الأقارب من الدرجة الأولي ، مقارنة بنسبة (1% - 3% ) في أفراد المجتمع العاديين، كما أن نسبة وجود اضطراب الوسواس القهري في آباء وأمهات الأطفال الذين يعانون الوسواس القهري تصل إلى (18% ).
ويلعب العامل الوراثي دوراً هاماً في نشأة الوسواس القهري فقد وجد أن أولاد المرضي بالوسواس يعانون من نفس المرض ، وكذلك الأخوة والأخوات هذا غير باقي أفراد العائلة الذين يعانون من الشخصية القهرية ، وقد وجدت في دراسة مصرية أن التاريخ العائلي لمرض الوسواس القهري في مصر في (26) مريضاً من (84) حالة أي حوالي (30%) أي أن النسبة قريبة من النسب الأخرى في بلاد العالم.
ويتدخل العامل الوراثي مع البيئي لأنه لا شك أن تأثير الوالد أو الوالدة المنظمة ، ذات المثل العليا ، والضمير الحي ، الوسواسة في تصرفاتها سينعكس على شخصية أطفالها سواء وراثياً أو بيئياً .

Mar 24, 2013

الصحّة النفسيّة بين نُخبويّة الاستفادة و العدالة الاجتماعيّة

تدوينة | الصحّة النفسيّة بين نُخبويّة الاستفادة و العدالة الاجتماعيّة



تعتبر الصحة النفسية - بمفهومها الشامل - هدفًا "وقائيًا"، لا يستهدف إزالة العَرَض ، و لكنه يتجاوز ذلك ليركز بأصل المرض ، كتصور يُعنَى بالرؤية الشمولية المستقبليّة و ليست الاجتزائية الآنيّة ، ليصبح نتاجًا لتوافق عنصرين أساسيين  : الجهة الطبية ، و البيئة متمثلة في المجتمع و الدولة ، لذا من غير المنطقي أن تتحقق هذه الصحة في مكان ما ، بإلقاء كامل المسؤولية على عنصر واحد ، فلا الجهة الطبية قادرة على العلاج الجذري دون تعاون البيئة ، و لا البيئة قادرة على مساعدة المريض بدون وجود عناصر طبية مسؤولة و فاعلة . 

تُلقي العلاقة الجدليّة بين الفرد و مجتمعه بظلالها الواضحة على واقع الصحة النفسية باعتباره واقعًا  لا يتحقق فقط بالإطار الضيق الذي يجمع الفرد بالجهة الطبية ، و إنما يتعداه ليتحقق بإطار أوسع ، يستند على مفهوم المسؤولية الاجتماعية للأفراد - على اختلاف صفتهم - تجاه بعضهم البعض و بالأخص تجاه الفئات التي تحتاج للمساعدة و الإسناد لمواجهة ظروفهم القاسية ، و من هنا تنطلق المسؤولية الاجتماعية ، لتقوم بطرح أبرز التحديات التي تحول دون توسيع نطاق الاستفادة من الخدمات الصحيّة ، و تبحث بالنقاش عن الأفكار و الأدوات اللازمة للنهوض بوضع الصحة النفسية في مجتمع ما ، خاصة إذا كان وضع هذه الصحة في هذا المجتمع يعاني من اختلال واضح .

و يبرز مبدأ "العدالة الاجتماعيّة" في ضوء هذا الوضع ، كأحد الأعمدة الهامة لبناء وضع صحي حقيقي غير مزيف و لا خادع ، كمبدأ يُقر أن "للبشر جميعهم" نفس الحقوق المتساوية في الغذاء و العلاج و التعليم و المسكن و الأمن ، بدون تمييز تحت أي مُبرر ، كونها حقوقًا إنسانيّة ، يخضع الإقرار بها لمدى عمق الإحساس بالإنسان و حقوقه المشروعة . و إن كان توفر هذه الحقوق ضروريًا لاستقرار الحالة الصحية - بمفهومها الشامل - للمجتمعات ، إلا أنه  سيتم التركيز في هذه التدوينة على مبدأ العدالة الاجتماعية فيما يتعلق بالعلاج ، و إن كنا بطبيعة الحال ندرك أننا معنيون أيضًا ببقية الأهداف التي يسعى إليها هذا المبدأ ، كمنحازين في الأساس للإنسان و حقوقه . و من الغريب جدًا ، أن هذا المبدأ لا يتم التعرض له بالإلحاح و التركيز الكافيين ،  بالقدر الذي يتناسب مع شدة الاحتياج لشيوع الاتكاء عليه كنقطة انطلاق لأي عمل إنساني جاد .

عند تناول الوضع في أغلب الدول العربيّة كنموذج ، فإننا سنجد عواملاً قد أضرت بشكل مباشر بالصحة النفسية ، كونها عمقت التمييز الاجتماعي حين أصبحت جودة العلاج مرهونة بالقدرة المالية ، حيث تستفيد بالقدر الأكبر منه ، نخبة هي من تملك القدرة على تحمل العبء المالي ، و هو مؤشر خطير كلما ازداد في مجتمع ما ، خاصة إذا كان هذا المجتمع على موعد مع تصاعد مضطرد لاستنزاف الطبقة الوسطى ، و تناقص القيمة الفعليّة لمداخيل الأفراد ، و عندما يتضافر هذا كله مع صورة ذهنية اجتماعيّة شديدة السلبيّة و الجهل تجاه فكرة العلاج النفسي ككل ، فإن الاستمرار في تجاهل رعونة تعميق هذا التمييز ، و عدم الطرح النقدي الجاد له على الساحة ، يعني المشاركة - عمدًا أو عن غير عمد - في تدني مستوى الصحة النفسية و الجناية الممنهجة عليها ، إن كان على المستوى المفاهيم أو مستوى السلوك . و يمكن استعراض ملامح هذه العوامل على النحو الآتي :

 - ارتفاع أسعار الأدوية
من المعلوم أن معضلة ارتفاع أسعار الأدوية النفسيّة معضلة عالميّة و ليست مقصورة على البلدان العربية ، حيث تلعب مافيا الدواء في العالم دورًا كبيرًا في الحفاظ على معدل من الدخل المالي يتوافق مع مصالحها كمؤسسات ربحيّة في المقام الأوّل ، بل أن دورها يمتد إلى ما هو أبعد من ذلك ، حيث النفوذ الواضح لها في رعاية المؤتمرات و المجلات العلميّة ، ما يعني الترويج للدراسات و وجهات النظر التي تقوي نفوذها كشركات يهمها أن تجد سوقًا متناميًا لمنتجاتها ، و يصبح من السذاجة تخيل أن هذه الشركات قد تكون على استعداد للتخلي بسهولة و مثاليّة لا يعرفها رأس المال ، عن التصاعد الربحي لها أو التنازل عن مكاسبها الضخمة ، بدعم بحوث أو أطروحات أو محاولات تسعى بجدية للتخفيف من الاعتماد على الأدوية بشكل كبير في بعض الحالات أو إلغاء استخدامها في بعض الحالات .

- ارتفاع أسعار الكشف و الجلسات العلاجيّة
لعل من أفدح الرزايا التي يُمكن أن تُبتلى بها الخدمة العلاجيّة في مكان ما ، هي خضوعها لقيم "السوق" ، حيث تتحكم آليات العرض و الطلب ، و تُترك المساحة لسيادة منطق التجارة و الاستغلال ، بطريقة تتناقض مع فلسفة العلاج باعتباره حقًا إنسانيًا لا يجب أن يخضع للمساومة" تحت ميزان الغنى و الفقر" . و لا يخفى على العاقل ، كيف أن هذا الأمر أساسًا يساهم بشكل مباشر في تشويه فكرة العلاج النفسي أكثر مما هي عليه الآن .
و الأفدح ، عندما تترافق هذه المشكلة مع انخفاض مستوى الخدمات الصحيّة المجانيّة في مناطق ، أو انعدامها في مناطق أخرى ، ليصبح الفرد أمام احتكار واضح لسبل العلاج ، و معلوم أن الاحتكار يحفز بديهيًا تصاعد أسعار العلاج ، خاصة إذا جاء هذا مع ضعف في القدرة الرقابية عليها ، و غياب تفعيل القوانين المنظمة للتعرفة السعريّة و الرادعة للتجاوز ، أو حتى غياب القوانين أصلاً .ففي السعودية مثلاً ، تبدأ قيمة الجلسات العلاجيّة المرتفعة من (500) ريال في بعض الجهات للجلسة الواحدة ، و قد تصل لأعلى من ذلك ، و بواقع لا يزال أسيرًا لذهنية خجولة و مترددة تمتلئ بالضلالات حول المرض و العلاج النفسيين ، فإن تغوّل السلوك التجاري حيال العلاج يصبح أمرًا حتميًا ، خاصة إذا توازى ذلك مع سمعة يصعنها الإعلام ، مسوقًا لهذا المعالج أو تلك الجهة ، و لا يعني هذا انعدام جهات علاجيّة تقدم جلسات بأسعار متدنية "نسبيًا" ، (300) ريال للجلسة الواحدة مثلاً ، لكنها في كل الأحوال تظل تكلفة مرتفعة ، إذا وضعنا بالاعتبار تراكميتها كعبء عند احتمالية احتياج الفرد لأكثر من جلسة ، و إذا أضفنا لها كذلك تكلفة الدواء المرتفعة أصلاً ، ناهيكم عن مصاريف المواصلات و الإقامة و الغذاء التي قد يتكبدها فرد قادم من قرية نائية في جنوب البلاد مثلاً لمدينة مثل جدة أو الرياض ، و الذي قد يفاقم هذا العبء المادي أزمته النفسيّة أصلاً ، في مفارقة مثيرة للعجب ، خاصة أن الوضع العام في البلدان العربيّة يجعل العلاج النفسي مُلحًا إلى الدرجة التي تنعدم فيه أي رفاهية لسلوك المتاجرة اللامسؤولة ، حيث أن التصور العميق لمفهوم العلاج النفسي ، يخلق مسؤولية اجتماعيّة ، يجب أن تُمارس بوعي تفرضه المهمّة الإنسانية للمُعالِج ، و التي إن انتفت ، فإنها كفيلة بنزع أهليته الفعليّة للعلاج ، كون الاستغلال و اللامبالاة بأعباء التكلفة تتناقضان بشكل جوهري مع القدرة العلاجيّة الحقيقيّة المبنيّة أصلاً على عمق الإحساس بالآخر .

ويهمني هنا أن أنبّه على نقطة أرى أن الإشارة إليها ضرورية لمنع وقوع الالتباس في التصور أو الاستغراق في المغالطة .إننا عندما ننتقد التكاليف العلاجية للمرضى عمومًا و من يعانون من الأمراض النفسية خصوصًا ، فإن هذا لا يعني إغفال الالتزامات المادية التي تحيط بمن يقومون بالمهام العلاجية في القطاع الخاص سواءً كانوا مراكزًا للعلاج أو أفرادًا ، ولكننا نشدد على أن التحجج بالالتزام المادي لن يُقبل كمبرر للاستغراق في دائرة مفرغة من تراكم الأعباء الماديّة على من يتوقون للعلاج بشكل آدمي ، وهذه الالتزامات لا تعفينا جميعًا من أن نبحث – بجدية و ضمير – صيغة جديدة و مبتكرة لتحقيق التوازن بين دخل مادي عادل للمعالج والطبيب والمركز العلاجي ، وعلاج يستوفي الشروط الآدمية للمرضى دون خضوعهم للعبء و الاستغلال المادي في الوقت نفسه، لأن البحث عن الصيغ الجديدة لحل أي مشكلة أو أي اختلال في التوازن ، هو الدور البديهي لمن وضع نفسه في حيز المسؤولية وتماسّ معها بقبوله في أن يُصبح معنيًا بها ، فالتحجج دائمًا “بالأمر الواقع” مع التكاسل أو اللامبالاة في محاولة إيجاد صيغ و حلول تغيير هذا الأمر الواقع هي بلادة مُخلّة بأهلية الفرد لتحمل مسؤوليات من هذا النوع .

- حرمان بعض الفئات من العلاج المجاني
 لأن الصحة النفسية لمجتمع ما ، هي نتاج الحالة النفسية لمجموع أفراده ، على اختلاف تنوعاتهم العرقية و الدينية ، لذا يصبح حرمان فئة معينة منهم من العلاج ، إخلالاً بمفهوم الصحة العامّة ، و تمييزًا عنصريًا لا يتفق مع الحق في العلاج كحق إنساني غير مشروط . ففي بعض البلدان ، يُحرم الوافد المقيم ، بحال كان يعمل لجهة غير حكوميّة ، و أولئك المواطنين الذين لا يحملون هويات وطنيّة و الذين يسمون قانونيًا بتلك التسمية المؤذية "البدون" ، و يحرم أبناء المواطنات المتزوجات من غير المواطنين ، من العلاج في المستشفيات و المراكز الصحيّة الحكوميّة ، ليلجأ هؤلاء للعلاج الخاص اضطرارًا ، مع ما عليه من تحفظات في وضع يتسم بالعشوائية و غياب الانضباط ، متحملين عبئًا ماديًا كبيرًا لا يتناسب في حال كثير منهم مع أوضاعهم الاقتصادية المتأزمة ، نظرًا لقيود القانون التي أثرت على جودة أوضاعهم المعيشيّة .

 و المشكلات التي تقدم عرضها ، و إن كان بعضها عويصًا و معقدًا في العالم الذي يقدم خدمات صحيّة متطورة ، فلنا أن تخيل إذن حجم تعقيداتها و ما تخلفه من صعوبات و آثار سلبيّة لدينا ، باعتبارنا في مناطق يغيب فيها مجتمع مدني ناضج ، و تقل بها المبادرات التطوعيّة الفعّالة أو التي تحمل رؤية متماسكة على الأقل ، و فوق هذا و ذاك ، يضعف فيها دور الدولة في القيام بمسؤولياتها التشريعية و التنفيذية نتيجة لتغول الفساد و تجذره . كما أن عدم التناول الجاد و النشط لهذه المشكلات باعتبارها مشكلات "مُلحّة" و "غير مستقيمة" مع أي رغبة لإقامة مجتمع صحي نفسيًا ، يعرضها لأن تكون مُسوّغة و مُعتادة بحكم أمر واقع ، حتى إذا تكلم فيه أحد قوبل باستغراب شديد ، و كأن هذا هو الطبيعي ، و ما عداه هو الاستثناء ، و هذا ما يجب أن نخشى تجذره على المدى البعيد ، إن حصلت اللامبالاة تجاه استشعار إعاقة هذه المشاكل للجودة الصحيّة القيِّمة .

و سوف نصدر في المجموعة عمّا قريب بإذن الله ، و بعد إتمام التشاور و التنسيق الإداري ، تصورًا كاملاً حول الأفكار التي من الممكن البدء في تنفيذها كخطوة أولى في تنفيذ رؤيتنا الخاصة المُنحازة لمبدأ العدالة الاجتماعيّة في العلاج ، و من المهم الإشارة في الوقت ذاته ، أننا معنيون كمتطوعين ، بإدراك أنه في ظل غياب التشريعات و القوانين الداعمة للعمل التطوعي الفاعل ، فإننا لن نكون قادرين في مراحل العمل الأولى على تحقيق كل ما نريده ، لكن يجب ألا يعني هذا التخلي عن المساهمة بما يُتاح لنا من إمكانيات حالية ، بردم أي فجوة بين الفرد و الحصول على الجودة العلاجية ، مع إثراء التنظير لاحتياجات لم تتحقق ، و النقد المتواصل لواقع يسعى للتطور ، حتى إذا تضاعفت إمكانياتنا و كبرت ، نكون قد كوّنا رؤية مُسبقة ثرية قد حصلت بذلك التنظير ، تعمل كخارطة نمشي عليها في تفعيل ما استجد لنا من إمكانيات بشكل مُثمر ، لأن أكثر ما يشتت الجهود ، و يمحق القيمة ، هو انعدام وجود رؤية نظرية مسبقة ، تعرف ماذا تريد ، و توظف الإمكانية المناسبة للفعل الملائم ، و تستشرف المستقبل ببعد نظر و تعمل للاستعداد له ، و لعل غياب الرؤيويّة أو ارتجاليتها ، واضحة في الكثير من المبادرات التي بدأت بحماس شديد ثم توقفت في المنتصف ، أو أنها أكملت المسير بأرجل عرجاء . 

البرنامج التدريبي لعلاج الوسواس القهري





 ويتمثل البرنامج التدريبي في مجموعة الإجراءات التي تطبق على المرضى باستخدام التدريبات والاستراتيجيات العلاجية الخاصة، وذلك وفق خطة زمنية تتوقف على درجة ونوع الوساوس التي يعاني منها المرضى (مابين 10إلى 15جلسة ) يعقبها فترة متابعة ، ويتطرق البرنامج للنقاط التالية :


1- الجلسة الأولى

في البداية يقابل المعالج العميل وأعضاء أسرته ويطلب من العميل أن يستك...مل إستبيانات ويحتفظ بسجلات عن المخاوف الوسواسية والسلوكيات القهرية

2- التقييم المبدئي والدوري للوسواس القهري.

حيث يتم إجراء بعد الاختبارات النفسية الخاصة بمرض الوسواس القهري من أجل تحديد التقييم النفسي المبدئي لشدة أعراض الوسواس، وإجراء أي إختبارات نفسية أخرى قد تحتاج لها الحالة للتقييم المبدئي ، وذلك بمثابة القياس القبلي والبعدي و القياسات المتكررة لتحديد مدى تحسن الحالة ومدى استجابتها للعلاج ، وتتمثل في بعض الاختبارات المتعارف عليها في تشخيص الوسواس القهرى.



3- الجلسة الثالثة

مناقشة طبيعة المرض مع المريض لتعليم المريض كيف يحكى عن مرضه مثل جدولت الاعراض ومعرفة معنى كلمة طقوس وكلمة قهرية وكلمة الافكار وكلمة التكرار



4- الجلسة الرابعة (جلسة الافكار).

لإعادة الهيكل المعرفي للافكار الوسواسية ولذلك تدعى جلسة الافكارحيث يساعد المعالج المريض على كيفية التعرف على أفكاره ومراقبة الافكار المرتبطة تحديدا بالوساوس والطقوس القهرية.

5- الجلسة الخامسة

تعليم المريض تكنيك من تكنيكات الاسترخاء الملائمه لحالته

6- الجلسة السادسة .

إستخدام تكنيك التعرض ومنع الاستجابة عمليا.ويقوم المعاج فيها بتعريض المريض لمصدر من مصادر القلق عنده (أو من مصادر الوسواس لديه) وتعليمه كيف يمكن أن يمنع الاستجابة القهرية التي يقوم بها دائما عند التعرض لهذا الموقف.



7- الجلسة السابعة

الهدف من هذه الجلسة الافكار مرة ثانية وتكون في شكل تعديل للافكار في إتجاه أخر مخالف للافكار الوسواسية، بعد أن تم التعرض وإستطاع المريض أن يمنع الاستجابة. ويتم فيها تصحيح بعض التفكير الخاطئ لدى المرضى، ويستخدم المعالج تقنيات العلاج المعرفي للمساعدة في تصحيح أخطاء التفكير وفي الاسراع من عملية الشفاء.





8- الجلسة الثامنة

الهدف يكون مراجع وإستمرارأستخدام تكنيك التعرض ومنع الاستجابة بعد أن تعلم المريض كيف يتعامل مع الافكار الخاطئة وكيف يقلل من توتره بإستخدام تكنيك الاسترخاء. وإستخدام التكنيكات مع الطقوس الاقل أهمية من حيث الترتيب الهرمي الذى وضعه المريض.

9- الجلسة التاسعة

· الهدف يكون تعليم المريض مراقبة الذات، وفيها يقوم المعالج بتعليم المريض كيف يمكن أن يراقب أفكاره ومشاعره وسلوكياته أوإستجاباته في المواقف.

10- الجلسة العاشرة



الهدف التأهيل و رفع الدافعية والثقة بالنفس.وفيها يقوم المعالج بفحص الصعوبات التي قد تواجه المريض مره أخرى وما يمكن أن يجعله ينتكس أو يرتد الى المرض ثم يعلمه ما يمكن أن يفعله لمقاومة ذلك.

- يزداد عدد الجلسات العلاجية تبعا لحالة المريض ومدى إستجابتة للعلاج، فقد يحتاج المريض جلسات لعلاج القلق أو الاكتئاب بجانب جلسات علاج الوسواس القهري أو أن تكون إستجابته في تعلم المهارات والتكنيكات العلاجية بطيئه فيحتاج لجلسات إضافية، أو قد يجد ظروف أومشكلات لا يمكن إغفالها حتى لا تؤثر على العلاج فيتم تخصيص جلسات إضافية لهذه المشكلات المعرقلة، وفي كل الاحوال لا تزيد الجلسات الاضافية عن خمس جلسات أخرى فيصل عدد الجلسات الى 15 جلسة.

منقول للفائدة العلمية والعملية من موقع مركز دكتور أحمد المسيرى
العلاج المتمركز على الحل Therapy The solution-focused:
يعتبر هذا الاسلوب العلاجي من أحدث الأساليب العلاجية المختصره مؤسسه steve de shazerفي ثمانينات القرن العشرين مستفيداً من خبرته في العمل بالعلاج الأسري ومن اسهامات ميلتون اريكسون با...لعلاج الاجتماعي Milton Ericson

ومن ميزات هذا الأسلوب العلاجي على النقاط التالية :
- التركيز على المستقبل بدلاً من التركيز على الماضي والاستغراق فيه
- التركيز على الحلول بدلاً من التركيز على المشكلات
- التركيز على قدرات المتعالج أو المسترشد بدلاً من التركيز على نقاط ضعفة
وبالرغم من حداثة هذا الاسلوب العلاجي المختصر إلا أنه لاقى صدىً كبيراً لدى الممارسين في مجال العلاج النفسي والخدمة الاجتماعية لعدة أسباب يمكن حصرها بما يلي :
- التركيز على معطيات الحاضر والتطلع الى المستقبل
- انه علاج مباشر وموجه وفعال
- سهولة تطبيقيه في الواقع الاجتماعي وتدريب الممارسين له
- يتعامل مع مشكلات الحياة اليومية بفاعلية ولا يجهد المتعالج بجلسات طويلة


المسلمات الثلاث للعلاج المتمركز على الحل :
أولاً : المتعالج هو من يحدد أهداف العلاج ولا تفرض عليه من المعالج وذلك بربط الأهداف بالحلول للمشكلات التي يعاني منها مما يجعل عملية العلاج ايجابية وتعتمد لقدرات المتعالج وامكانياته مع مراعاة الظروف البيئية المحيطة .
ثانياً: التغيير لدى المتعالج مهما كان بسيطاً هو الهدف المطلوب ويستمر تدريجياً حتى يتم التغيير الكامل وزوال المشكلة أو على الأقل الحد من آثارها على المتعالج وبذلك يكون الحديث عن الحل المشكلة وتشجيع المتعالج على ادراك التغيرات التي تحدث في حال تلاشي المشكلة بدلاً من التركيز على الآثار التي يتركها وجودها وبذلك يصبح الحل مثل كرة الثلج حيث يسهم الحل البسيط الى الوصول للحل النهائي والمتمثل بالتوافق النفسي والاجتماعي .
ثالثاً: لا تلح على استخدام الحل ذاته في حال لم ينجح في احداث اي تغيير بسيط وتشجيع المتعالج على تغيير الحل المقترح لمشكلته والبحث عن حلول أكثر فاعلية
من خلال زيادة وعي الفرد لقدراته وامكانياته الخاصة في ايجاد العديد من الحلول الممكنه .
تقنيات وتكنيك العلاج المتمركز على الحل :
وهي تعتمد بشكل أساسي على مهارة الاخصائي النفسي أو المتطوع المتدرب ومدى استجابة المتعالج اثناء عملية المساعدة ومن هذه التقنيات :
1- إعادة التشكيل (Reframing )
وهو أسلوب يستخدم لمساعدة المتعالج على فهم مواقفهم وصياغة الأهداف العلاجية الايجابية الفاعله في الحل .
2- السؤال المعجزة (Miracle Question ) وسمي كذلك بالسؤال الحلم
ومن خلال ذلك يمكن مساعدة المتعالج على البحث عن الاستثناءات التي تعد بمثابة حلول لمشكلاته
مثال : تخيل أنك استيقظت صباحاً ووجدت المشكلة التي تعاني منها قد حلت ،ماذا يمكن أن يتغير في حياتك ؟
3- أسئلة ماذا بعد :
الهدف من هذه الاسئلة هو زيادة تعزيز فرصة العملاء في أن يجدوا الحلول الممكنه للمشكلات التي يواجهونها
المتعالج :أريد التخلص من كل المشكلات التي أعاني منها .
المعالج : ماذا بعد أن تتخلص من كل المشكلات ،ما الذي يتغير في حياتك ؟
4- خريطة العقل (الخريطة الذهنية )
وتقوم على رسم خريطة للأفكار التي توجه مشاعر وسلوك المتعالج من خلال الاستدعاء الايجابي لأي سلوكيات يمكن ان تسهم في ايجاد الحل وتكون بمثابة ربط للأفكار والمشاعر السلوك باعتبارها وقود لحل المشكلة .
5- توجيه النجاح :
ويعرف كوتلير هذه التقنية بأنها مساندة وتشجيع المتعالج على الحلول والتغير الحاصل من خلال التعزيز الايجابي باستخدام كلمات الثناء مما يشكل عاملاً هاما بزيادة ثقتهم بما يقدمونه من حلول وبفاعلية ويتم ذلك خلال عملية المعالجه وبطريقة عفوية وودية .
6- القياس والتقويم :
من خلال متابعة التحسن الذي يطرأ على الحالة من جلسة إلى أخرى وفق مقياس يتدرج من الصفر الى العشرة يطلب من المتعالج تقدير درجة التقدم المحرز باتجاه الحل وهنا يطرح المعالج سؤال حول سبب اختيار الرقم ومقدار التحسن الذي طرأ وارتباط ذلك بالاهداف العلاجية التي وضعها بنفسه .

العلاج المتمركز حول الحل علاج فعال وموجه نحو الحلول دون الاستغراق في ملاحظة الأعراض والاستغراق في البحث عن العوامل وايجاد التفسيرات المنطقية لأنماط السلوك. بيد أن المشكلات الإنسانية ليست دائما متماثلة أو متطابقة ويتمايزون في قدراتهم الذاتية ويختلفون في بيئاتهم. وبذلك يعد العلاج المتمركز حول الحل أسلوبا علاجيا تفاؤلياً إلى حد المبالغة .
ويبقى النتائج العلاجية مرهونة بالعديد من الشروط ولا سيما المتعلقة بالمتعالجين والفروق الفردية بينهم .

Visser, C.F. (2012). The Solution-Focused Mindset: An Empirical Test of Solution-Focused Assumptions. www.solutionfocusedchange.com
See More

Mar 14, 2013

على هامش الشيزوفرانيا

الكاتب: د. سداد جواد التميمي مرض الفصام
البلد: العراق - إنجلترا
1- ملاحظات سريرية
الشيزوفرانيا هي أهم مرض من الأمراض العقلية أو النفسية. يفضل استعمال هذا المصطلح بدلاً من الفصام لشيوعه عالمياً.
هذا المرض النفسي أشد قسوة من جميع الأمراض النفسية، وفي جميع بلدان العالم يتم قياس مستوى الخدمات الصحية النفسية بمقدار رعايتها لهؤلاء المنكوبين بمرض نفسي لا يزال العلماء يلهثون وراء الجينات التي تتحكم فيه منذ عقود من الزمن. لا عجب أن يقول البعض أن الشيزوفرانيا مقبرة علم الوراثة. لكن الكفاح من أجل العثور على هذه الجينات لم يتوقف إلى يومنا هذا.

هنالك ثلاثة أبعاد طبية سريرية لهذا المرض وهي:
1- الأعراض الإيجابية (أو الموجبة) Positive Symptoms .
2- الأعراض السلبية (أو السالبة) Negative Symptoms .
3- الأعراض المعرفية Cognitive Symptoms .
يتطلب تشخيص هذا المرض وجود أعراض موجبة في مرحلة ما من تاريخ المرض. في غياب هذه الأعراض يكون التشخيص غير معتمد عليه. أما الحديث عن الشيزوفرانيا فهو الحديث عن مرض مزمن، ودون ذلك قد يكون الكلام عن اضطراب حاد مشابه للشيزوفرانيا وليس بالضرورة عن المرض نفسه. من جراء هذا الارتباك في المصطلحات الطبية المرادفة لهذا المرض تراه لا يزال من أكثر الأمراض تحدياً للطبيب النفساني حتى يومنا هذا، وربما هذا الارتباك يفسر تعثر اكتشاف الجينات المسببة لهذا المرض بصورة قاطعة.

يعتمد الطبيب النفسي في يومنا هذا على المعايير المتوفرة في مجلدين:
1- المجلد الرابع المنقح التشخيصي الإحصائي للجمعية الأمريكية للطب النفسي DSMV IV TR. هذا المجلد سيتم استبداله العام القادم بنسخة جديدة، ولكن من غير المتوقع أن يطرأ تغيير كبير على تشخيص المرض نفسه. لا تزال النسخة الجديدة تحت التحضير، ولكن في الوقت الحاضر تتميز هذه المعايير بما يلي:
٠ 6 أشهر من أعراض المرض إذا لم يبدأ العلاج.
٠ تدهور في الأداء الاجتماعي والمهني.
٠ لا وجود لصنف الشيزوفرانيا البسيطة Simple Schizophrenia .

2- التصنيف العالمي العاشر للأمراض (منظمة الصحة العالمية) ICD 10 : يتميز عن الأعلى بما يلي:
٠ شهر واحد لأعراض المرض.
٠ ليس بالضرورة وجود تدهور في الأداء الاجتماعي والمهني.
٠ وجود صنف الشيزوفرانيا البسيطة.

لا يزال الطب النفسي يعتمد على وجود أعراض صنفها الطبيب النفساني كرت شنيادر kurt schneider منذ أكثر من ستين عاماً. إذا تم اكتشاف واحد من هذه الأعراض فهذا كفاية لتشخيص الشيزوفرانيا وهي:
1- سماع الأفكار كصوت(هلوسة) وأحياناً تسمى صدى الأفكار Thought Echo.
2- سماع أصوات تتحاور فيما بينها Voices Heard Arguing .
3- سماع أصوات تعلق على سلوك المريض Running Commentary.
4- الإحساس بسيطرة خارجية على الجسم (التأثرية الجسدية) Somatic Passivity.
5- سحب الأفكار من العقل بقوة خارجية Thought Withdrawal.
6- إذاعة الأفكار وكأن كل فكرة جديدة تدخل العقل تذاع على الآخرين Thought Broadcasting .
7- غرس أفكار خارجية في العقل Thought Insertion .
8- الإدراك الوهامي Delusional Perception وهو أن تدرك شيئا ما في محيطك ومن جراء ذلك يتولد لك وهام Delusion لا علاقة له بالأدراك الأولي. على ضوء ذلك يطلق تعبير ثنائية العضوية Two Memberdness على هذه الظاهرة لتشخيصها بدقة.
9- تجربة المريض بأن الإحساس، الاندفاعات، والأفعال الإرادية هي من جراء فعل قوة خارجية أو أناس آخرين Passivity Experiences .

هذه الأعراض على غاية في الأهمية، فعلى ضوء ذلك لابد من محاولة ترتبيها بصورة أخرى كما يلي:
1- هلوسة سمعية Auditory Hallucinations .
٠ صدى الأفكار.
٠ أصوات تتحاور فيما بينها.
٠ أصوات تعلق على أفعال المريض.

2- الإدراك الوهامي.
3- الأعراض التأثرية.
٠ أعراض تأثرية فكرية ( سحب الأفكار، غرس الأفكار، إذاعة الأفكار).
٠ أعراض تأثرية جسدية.

لابد من الانتباه بأن الأصوات التي يسمعها المريض تتحدث عنه وكأنه شخص ثالث Third Person ، ولكن ذلك لا يعني بأن هناك أصواتا تتحدث عنه وكأنه شخص ثاني Second Person أو تخاطبه أو تأمره مباشرة Command Hallucination هذه الأصوات الأخيرة قد تأمر المريض إلى عمل ما وهنا تكمن خطورتها غير أنها لا تعتبر علامة مميزة للمرض.

إن وجود عرض واحد مما تطرق إليه شنايدر يكفي لتشخيص الشيزوفرانيا لذلك يطلق عليها أعراض الرتبة الأولى First Rank Symptoms وتُحاط هذه الأعراض بإطار مقدس في الطب النفسي، ولا يمكن أن نتصور طالباً في كلية الطب يستحق النجاح إن لم يكن له إلمام بها.

التصنيفات الفرعية للشيزوفرانيا Schizophrenia Subtypes :
لا يعير الكثير في هذه الأيام أهمية لهذه التصنيفات المدونة في الكتب والمجلدات، ولكن يكثر تداول هذه التعابير بين الأطباء النفسانيين دون غيرهم. هناك سبعة فروع وهي:
1- الزورانية Paranoid .
2- المراهقية . Hebephrenic
3- الجاموديةCatatonic .
4- غير متمايزة. Undifferentiated
5- المتبقيةResidual .
6- البسيطة . Simple
7- حالة العجز . Defect State

التشخيص التفريقي
إن تشخيص مرض الشيزوفرانيا عملية تشخيص إيجابية . متى ما تم فحص المريض بصورة علمية فمن النادر أن يخطأ الطبيب في الوصول إلى التشخيص النهائي.
هناك العديد من الأمراض التي تملأ الكتب الطبية حول أمراض تؤدي إلى أعراض مشابهة للشيزوفرانيا. معظم هذه الأمراض نادرة جداً وليس من المعقول محاولة شطب الواحد بعد الآخر لغرض الوصول إلى التشخيص الصحيح. من هذه الأمراض:
1- طبية عامة مثل نقص فيتامينB12 .
2- أمراض عصبية مثل الصرع.
3- معاقرة المواد مثل الأمفيتامين Amphetamine Abuse والإدمان المزمن على الحشيش Chronic Cannabis Abuse .
4- عقاقير طبية وفي يومنا هذا عقار التوبيراميت Topiramate المستعمل للصرع والشقيقة.
5- سموم مثل الزرنيخ والثاليوم.
6- أمراض طب نفسية مثل الثناقطبي.

القاعدة العامة لتشخيص الشيزوفرانيا هي :
1- المسار الطولاني للمرض يتميز بتدهور الأداء الشخصي والمهني.
2- فحص المريض عرضيا يتطلب وجود أعراض ذهانية لا يمكن تفسيرها بالمزاج لأنها غير متماشية معه Mood Incongruent وخاصة أعراض الرتبة الأولى .

قياس الشيزوفرانيا
هناك العديد من الوسائل لقياس المرض والتي تستعمل في مجال البحوث العلمية. يمكن تصنيفها كما يلي:
1- قياسات تشخيصية. واحد من أقدم وأفضل هذه القياسات هو ما يسمى فحص الحالة الحاضرة Present State Examination إن إتقان استعمال هذا القياس للتشخيص يساعد الطبيب النفساني في استيعاب أعراض الأمراض النفسية وكيفية التحري عنها باستعمال أسئلة واضحة وبصورة علمية. هناك قياسات أخرى متعددة تستند على تصنيفات الأمراض النفسية المتعددة.
2- قياسات حدة المرض: هناك العديد منها ولكن أكثرها استعمالا سريرياً لقياس استجابة المريض للعلاج هو جدول تقدير الذهان المختصر (Brief Psychotic Rating Scale (BPRS.

الأعراض السلبية أو السالبة:
تتميز هذه الأعراض بقلة استجابتها للعلاج قياساً بالأعراض الموجبة التي تم تطرق إليها بالتفصيل. كذلك يتم التركيز على هذه الأعراض من أجل تأهيل المريض علاجياً بعد السيطرة على الأعراض الموجبة. هذه الأعراض لا توجد فقط في الشيزوفرانيا، ولكنها أكثر الأعراض تحدياً للعلاج والتأهيل على المدى البعيد. هناك الكثير من المصطلحات التي تستعمل أهمها:
1- تسطح المزاج Affective Flattening .
2- انعدام الإرادة Avolition .
3- قلة الكلام Poverty of Speech .

الاعتلال المعرفي:
تتميز هذه الأعراض بوجودها منذ بداية المرض وتتناسب طردياً مع حصيلة المرض النهائية. لا تزداد هذه الأعراض في حدتها مع الوقت على عكس ما يتصور الكثيرون، ويمكن ملاحظة البعض منها في أقارب المريض. من هذه الأعراض ضعف في التركيز والذاكرة وحدة الذكاء. لا تستجيب للعلاج بصورة كاملة وسيتم تناولها بصورة مفصلة لاحقاً.
الهلوسة
بالإضافة إلى الهلوسة السمعية هناك أنواع أخرى تتناول جميع حواس الإنسان والتي يمكن مشاهدتها في المرض وخاصة في المراحل المتأخرة منها:
1- بصرية Visual .
2- ذوقية Gustatory .
3- شمية Olfactory .
4- لمسية Tactile.

الوهامات (أو الضلالات) Delusions:
تتميز الوهامات في المرض بكونها:
1- غريبة وعجيبةBizzare .
2- عدم مطابقتها للمزاج.
يمكن تصنيف تجارب التأثرية بأنها أوهام السيطرة على الأفكار والوظائف الجسدية.

اضطراب التفكير الشكليFormal Thought Disorder
رغم أن هذه الأعراض لا يتم الاعتماد عليها لتشخيص المرض ولكنها من أهم الأعراض التي ترشد الطبيب لتشخيص الشيزوفرانيا والتحري عن أعراض المرتبة الأولى. عند سماع حديث المريض يتميز الكلام بما يلي:
1- الغموض Vagueness .
2- الخروج عن خط الحديث Derailment .
3- تفكك الارتباطLoosening of Association .
هناك العديد من المصطلحات المستعملة ولكن يمكن اختزالها والاكتفاء بالمصطلحات الثلاثة أعلاه.

الاكتئاب
يعاني كثيرون من المصابين بالشيزوفرانيا من أعراض اكتئاب وترى العقاقير المضادة للاكتئاب توصف لهم. تتراوح نسبة الاكتئاب بين 10% في الراقدين في المستشفى إلى 50% من المرضى الموجودين في المجتمع. أما تعبير الاكتئاب ما بعد النوبة الذهانية Post- psychotic Depression فهو لا معنى له ولا يجوز استعماله. يكثر الاكتئاب في المرضى الذي يعانون من الشك ووهامات الشك، وجود إدراك حول طبيعة المرض، والإدمان على الكحول والمخدرات.
على ضوء ذلك ترى أن ما لا يقل عن 10% من مرضى الشيزوفرانيا ينتحرون في نهاية الأمر وبطرق مثل الشنق والطعن. ومحاولات الانتحار تتراوح نسبتها بين 20-50% وتعطي إنذاراً للطبيب النفساني لاتخاذ جميع الوسائل الممكنة لمساعدة المريض اجتماعياً وصحياً. يكثر الانتحار في الذكور، بداية المرض في عمر مبكر، الإدمان، العزلة الاجتماعية، وعدم السيطرة على المرض طبياً.

السلوك المتكرر Repetitive Behavior :
يكثر مشاهدته في الشيزوفرانيا مثل:
1- العقعقة ( البيكا Pica ): أكل مواد غير غذائية.
2- العطاش Polydipsia : شرب كميات هائلة من السوائل.
3- الاكتناز Hoarding .
4- سلوك الشره Bulimic Behavior .

معاقرة المواد Substance Abuse :
يكثر هذا الاضطراب في الشيزوفرانيا ويُلاحظ فيما يقارب 50% من المرضى. يبدأ الجدال إن كانت المواد الكيمائية السبب الأول والأخير للمرض. ترى أقارب المريض يفضلون لوم المواد في ظهور المرض ولكن الأمر أكثر تعقيداً من ذلك وسيتم التطرق إليه بالتفصيل في مقالات لاحقة.

الحركات المختلة غير الإرادية Involuntary Dyskinetic Movements
يكثر ظهورها بسبب المرض والعلاج ويمكن مشاهدتها في الأطراف والوجه. تظهر في 4% من المرضى عند التشخيص وتزداد نسبتها سنوياً لتصل إلى 40% بعد عمر الستين عاماً. هناك علاقة بين علاج المرض وهذه الحركات أيضاً وسيتم تناولها بالتفصيل في مقالات أخرى.

أعراض الوسواس القهري:
تتراوح نسبتها بين 15 – 25 % من المرضى.

نوبات الهلع Panic Attacks :
تظهر في ما يقارب 25 – 40% المرضى وكذلك في أقارب المريض.

العنف والشيزوفرانيا:
في معظم الحالات ترى هؤلاء المساكين ضحايا اعتداء الناس عليهم لكن إن حدث واعتدى أحد منهم على شخص ما من عامة الناس تبدأ الصحف بالحديث عن خطورة المرضى المجانين على عامة الناس ويبدأ رجال السياسة بسن التشريع بعد الآخر لإجبار المرضى على العلاج قانونياً. ربما هناك زيادة طفيفة في اللجوء إلى العنف في الشيزوفرانيا ولكنه يقل بوضوح مع العلاج وتوفر الخدمات.

الأمراض الطبية في الشيزوفرانيا:
يتعرض المرضى لأنواع متعددة من الأمراض الطبية من جراء الإهمال الاجتماعي وعدم توفر الخدمات الاجتماعية والصحية لهم. غير أن هناك مرضا واحدا يقل ظهوره عند هؤلاء المرضى بصورة ملحوظة وهو التهاب المفاصل الروماتيدي Rheumatoid Arthritis .

واقرأ أيضًا على مجانين:
الفصام/ الفصام: الشيزو‏‏فرينيا/ تعتعة نفسية: عندك فصام يعني إيه(2)/ بين الوسواس والفصام وشرب المتة!/ ابنتي عندها فصام والطبيب كيميائي فقط!/
هل أنا فصامى/ أنواع‏ ‏الفصام‏ ‏(2)/ بين الوسواس والفصام تشخيص فارقي/ بنتي وابني مصابان بالفصام؟/ هلاوس ووهامات فصامية/ الفصام المزمن وأعراضه السالبة-مشاركة/ بين الوسواس والفصام: وساوس عاطفية!/ ليس الفصام مرضا تسببه الجينات

مادّة مُترجمة : أسلوب جديد لتحسين المهارات الاجتماعية لدى المصابين بالفصام

https://www.facebook.com/groups/SA.SCHIZOPHRENIA.FRIENDS/
ترجمة : فداء السنونة - فريق الترجمة الخاص بالمجموعة

يدرس الباحثون في جامعة نيوكاسل باستراليا سبيلا جديدًا لمساعدة مرضى الفصام على تطوير مهارات التواصل والمهارات الاجتماعية.
...
طالبة الدكتوراه "كاثرين ماك كيب" تدرس حركة العين لدى المصابين بالفصام، للتوصل لفهم أفضل للكيفية التي يرون بها وجوه الآخرين.
تقول ماك كيب أن القدرة على تمييز تعابير الوجه والدلالات الاجتماعية معطلة أو ضعيفة لدى الأشخاص المصابين بالفصام.
وتضيف " هذه القدرة تلقائية عند أغلب الأشخاص، وهي أيضًا مكون أساسي للتواصل الاجتماعي الجيد بين الناس، لكن من أُصيبوا بالفصام يبذلون مجهودًا لتفسير التعبير عن المشاعر في الوجوه.
وهذا قد يساهم في تفاقم بعض الأعراض الذهانية المعروفة مثل الهلاوس، التهيؤات، والانسحاب أو العزلة الاجتماعية، كما أنّ عدم وجود هذه المهارة يعرقل التحصيل العلمي والمهني لدى المصاب".
ماك كيب تأمل أن تتوصل لماذا كانت هذه الصعوبة في قراءة تعابير الوجه، قابلة للتغيير لدى المصابين بالفصام عن طريق تدريبات التأهيل؟ حيث تضيف:
"برغم الانتشار الواسع للأدوية العلاجية للمصابين بالفصام، لا زالت الحاجة لخيارات أخرى للعلاج موجودة. لقد قمنا بتطوير برنامج تدريبي نأمل من خلاله أن يتمكن المصابين بالفصام من المشاركة الاجتماعية حينما يمكنهم التقاط وفهم دلالات الوجوه".
المشاركون في الدراسة هم مصابون بالفصام بين سن الثامنة عشرة والخامسة والستين من العمر. وسيطلب من المشاركين المساهمة في لقاءات اسبوعية وساعة ونصف من جلسات الاختبار لمدة ستة أسابيع حيث ستقوم الباحثة خلالها برصد وتسجيل حركة العين أثناء قيامهم بعدد من المهام.
تقوم الباحثة ماك كيب بهذه الدراسة تحت اشراف د. كارمل لولاند وبدعم من منحة ناتاشا سنو للدراسات العليا في معهد أبحاث الفصام. توفيت ناتاشا سنو في العام 2003 بعد صراع مع مرض الفصام وتقوم عائلتها بتقديم المنحة تخليدًا لذكراها.
الدراسة تتم بالمشاركة مع مركز برايورتي (الأولوية) لأبحاث الدماغ والصحة الذهنية وبرنامج الصحة الذهنية بمعهد هنتر للبحث الطبي
معهد هنتر للبحث الطبي هو برنامج شراكة بين جامعة نيوكاسل، الإدارة الصحية بهنتر نيو إنجلاند (وزارة الصحة الأسترالية) ومجتمع نيو إنجلاند.

المصدر : http://www.sciencedaily.com/releases/2008/09/080910090622.htm

مادّة مُترجمة : دراسة جديدة تفيد بأن ضغط العمل عند الاطباء قد يعرض المرضى للخطر




ترجمة : فاطمة صالح - فريق الترجمة الخاص بالمجموعة
...

في دراسة جديدة، أعرب 40% من الأطباء، أنهم يستقبلون مرضى أكثر مما تحتمله إمكانياتهم مرة على الأقل من كل شهر. ونتيجة لهذه الدراسة؛ يجب تقييم ضغط العمل على الأطباء من أجل وضع معايير لضمان سلامة المرضى.

وأوضحت دراسة جديدة صرّح فيها العديد من الأطباء بأنهم يتابعون حالات عدد من المرضى تفوق إمكانيتهم والتي تضع سلامة المرضى في كفة أخرى من الميزان, حيث شملت هذه الدراسة مايقارب 500 من الأطباء والعاملين في المجال الصحي .
حيث صرّح 40% منهم باستقبالهم لحالات لا يستطيعون متابعتها بالطريقة المطلوبة وأنّ هذا يحدث مرارا !!
كما صرّح 25% من هؤلاء الأطباء بأن هذا الضغط ينجم عنه عدم تمكنهم من مناقشة الخيارات أو الطرق المختلفة لعلاج المريض, كما قال 20% منهم بأنهم يطلبون من المرضى عمل تحاليل واختبارات غير ضرورية لأن الوقت لايكفي لمتابعة جميع الحالات.
يقول الباحث د.هنري ميكتاليك بروفيسور مساعد في جامعة جون هوبكينز للطب في بالتيمور:
"عندما يضيق الوقت على الطبيب المختص في حالة كون المريض يعاني من ألم في الصدر مثلا، فان الطبيب على الأغلب سيطلب من المريض اختبارات إضافية, أو سيعطيه الأسبرين كعلاج, أو سيطلب منه مراجعة طبيب القلب؛ وذلك لأن وقته لن يكفي لإجراء الفحوصات اللازمة والتقييم المناسب للحالة". بينما قال 5-10% من الأطباء أن بعضًا من مرضاهم تعرضوا لمضاعفات أودت بهم إلى وحدة العناية المركزة أو إلى الموت أحيانا لنفس السبب.يقول ميكتاليك أن المخاوف المالية قد تفسر السبب، حيث التقليل من مصاريف الرعاية الصحية قد يؤدي إلى تقليل التعويضات المالية التي يكسبها الأطباء لذلك يستقبل الأطباء حالات إضافية. لهذا؛ فإن نتائج الأبحاث تدل على الحاجة لتقييم ضغط العمل لوضع معايير السلامة, فبينما توجد هناك ساعات محددة لعمل الطبيب المقيم أو الطبيب تحت التدريب, فإنه لا توجد ساعات محددة للطبيب المختص.
تسلط الأبحاث المستقبلية الضوء على أفضل الطرق للمحافظة على توازن العمل بالإضافة لأفضل الوسائل لإدارة المرضى في حال انشغال الطبيب. كما أن هناك دراسة قائمة لميكتاليك وزملائه يدرسون فيها العوامل المرتبطة بسلامة بيئة العمل للفريق الطبي والتي تُحدث اختلافًا, كتحديد منطقة في المستشفى لتخصص معين والتي تسمح للاطباء باستقبال حالات أكثر حيث يقل الوقت
المستنفذ لبحث المرضى عن المكان المطلوب.

هذه الدراسة تم نشرها في الصحيفة الإلكترونية الطبية "جاما" في عددها الصادر بـ 28 يناير.

المصدر : http://www.scientificamerican.com/article.cfm?id=overworked-doctors-may-jeopardize-patient-safety&WT.mc_id=SA_sharetool_Twitter

قائمة تحتوي بعض أبرز الكتب التي تناولت موضوع الفصام باللغة العربية

By ‎فيض متصوف‎ in ‎أهالي وأصدقاء مرضى الفصام -Schizophrenia Arab Friends

هذه قائمة تحتوي بعض أبرز الكتب التي تناولت موضوع الفصام باللغة العربية ، مرتبة حسب تاريخ النشر من الأحدث إلى الأقدم ..

قراءة ممتعة .

1 - اسم الكتاب : فقدان الواقع واستعادته "سيرة ذاتية لفتاة فصامية"
تأليف : محمد احمد خطاب، مروة فتحي محمد
الناشر :مكتبة الأنجلو المصرية
تاريخ النشر : 2012

2 - اسم الكتاب : الفصام
تأليف : مارك لويس بورجوا
ترجمة : اسكندر جرجي معصب
الناشر : المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر - سلسلة طريق المعرفة
تاريخ النشر : 2012

3 - اسم الكتاب : إضاءات حول الفصام والاكتئاب
تأليف : عبد الرحمن إبراهيم
تقديم : يحيى الرخاوي - جمال التركي
الناشر : شعاع للنشر والعلوم
تاريخ النشر : 2011

4 - اسم الكتاب : نزعة إلى الموسيقى
تأليف : أوليفر ساكس
ترجمة و تحقيق : رفيف كامل غدار
الناشر : الدار العربية للعلوم ناشرون
تاريخ النشر : 2010

5 - اسم الكتاب : التهيؤ للإصابة بالفصام (من منظور سيكوفزيولوجى)
تأليف : مي إدريس محمد
الناشر : إيتراك للنشر و التوزيع
تاريخ النشر : 2010

6 - اسم الكتاب : مبادىء العلاج بالقراءة : مع دراسة تحليلية على مرضى الفصام
تأليف : عبد الله حسين متولي
ترجمة و تحقيق : يحيى الرخاوي
الناشر : الدار المصرية اللبنانية
تاريخ النشر : 2004

7 - اسم الكتاب : علم نفس الشواذ
تأليف : شيلدون كاشدان
ترجمة : أحمد عبدالعزيز سلامة
الناشر : دار الشروق
تاريخ النشر : 1998

8 - اسم الكتاب : الفصامي: كيف نفهمه ونساعده.. دليل الأسرة والأصدقاء
تأليف : سليفانو آريتي
ترجمة : عاطف احمد
الناشر : المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب - الكويت
تاريخ النشر : 1991

التغذية الراجعة الحيوية


 

الاستاذة الدكتورة


جامعة بغداد – كلية التربية الرياضية

كانون الثاني 2007

\

 

في نهاية الستينات (1960) استعمل مصطلح التغذية الراجعة الحيوية لوصف الاجراءات المختبرية، إذ بدأ استعمالها لتدريب الأشخاص على البحوث المختبرية لأجل تغير نشاط الدماغ، ضغط الدم، ضربات القلب فضلا عن بعض الوظائف الجسمية التي لا يسيطر عليها اراديا.

أظهرت البحوث أن التغذية الراجعة الحيوية بأمكانها المساعدة في معالجة العديد من الأمراض وحالات الألم، إذ ظهرت توجد لدينا سيطرة عالية على ما يسمى بالوظيفة الجسمية اللارادية مقارنة ما كنا نعتقد بأنها مستحيلة وأظهرت أيضاً أن الطبيعة قد حددت إلى حد معين مثل هذه السيطرة.

وفي الوقت الحاضر يحاول العلماء تحديد ما هي كمية السيطرة الارداية التي بأمكانها ممارستها، إذ يستعمل في الوقت الحاضر بصورة واسعة الأساليب السريرية للتغذية الراجعة الحيوية والتي تطورت خارج الاجراءات المختبرية في علاج حالات عديدة لا تحصى وتشمل:-

1. ارتفاع ضغط الدم وما يعاكسه، انخفاض ضغط الدم.

2. اضطراب الجهاز الهضمي.

3. اوجاع الرأس الناتج عن داء الشقيقة، اوجاع الرأس الناتج عن التوتر.

4. عدم انتظام ضربات القلب (الغير سوية، بعض الأحيان الخطرة).

5. بعض الاضطرابات في الدورة الدموية الذي يسبب برودة اليدين غير المريحة.

 

مفهوم التغذية الراجعة الحيوية:

أن التغذية الراجعة الحيوية كفكرة هي جهد أو قابلية غير فطرية لكي نستطيع التأثير على وظائف جسمنا الاوتوماتيكية بل من خلال ارادتنا أو عقلنا.

وتعرف بانها أسلوب لتزويد الرياضيين بالمعلومات والحقائق عن بعض المتغيرات البيولوجية غير الارادية مثل ضغط الدم، معدل نبض القلب في الدقيقة ومعدل التنفس.

كما عرفت التغذية الراجعة الحيوية بأنها العملية التي من خلاها يعطى الانسان معلومات بيولوجية عن وظائف الأجهزة الفسيولوجية ومن خلال مساعدة هذه المعلومات يصبح الفرد قادرا على التنظيم الذاتي لهذه الاجهزة الفسيولوجية، أو هي عملية تنظيم ذاتي للأجهزة الفسيولوجية من خلال معلومات بيولوجية عن وظائف الاجهزة الفسيولوجية.

هي قابلية مكتسبة للسيطرة على وظائف الجسم الغير ارادية مثل ضغط الدم، معدل نبض القلب معدل التنفس.

يمتلك الجسم المئات من الأنظمة التي لها مختلف أنواع السيطرة وأن الهدف الرئيسي لأغلبها هو تنظيم بعض المتغيرات الفسيولوجية عند أقرب مستوى القيمة الثابتة، وأكثر هذه الأنظمة تعقيدا هي الواقعة داخل الخلية نفسها ويطلق عليها (أنظمة السيطرة الخلوية) حيث تنظم الفعاليات داخل الخلية مثل تركيب وتجزئة البروتين وانتاج الطاقة والاستمرارية في خزن الكمية الكافية من المواد الغذائية ومعظم الأنظمة العضوية للجسم تعمل للمساعدة في الأستمرارية أو المحافظة على الاستقرار التجانسي مثل الرئة (نظام التنفس) والقلب (نظام الدورة الدموية) كلاهما يعملان سوية لتوفير الاوكسجين وإزالة ثاني أوكسيد الكاربون من الدم إلى خارج الخلية هذه العملية تحدث خلال فترات التمرين العالي الشدة لتوفير كمية من الأوكسجين مناسبة وطرح ثاني أوكسيد الكاربون أن هذه العملية ليست نتيجة الصدفة ولكنها النتيجة النهائية لنظام سيطرة عالي الدقة.

ويمكن تعريف نظام السيطرة البايولوجية على أنه:- سلسلة من المكونات الداخلية المترابطة التي تساعد على استمرارية المعالم البدنية أو الكيميائية في الجسم بالقرب من القيمة الثابتة.

ويتكون نظام السيطرة البايولوجية من الأجزاء التالية:-

1. المستقبل.

2. مركز التوحيد (الدمج).

3. المؤثر.

ويمثل الشكل ادناه الرسم التخطيطي الذي يشبه نظام السيطرة ، أن اشارة بدأ العمل لنظام السيطرة هو الحافز مثل اكتشاف أو الاستشعار ببعض التغيرات في البيئة مثل الحرارة، ضغط الدم... وغيرها، وتعمل هذه الحوافز على إثارة المستقبل وهوا لجزء القادر على كشف التغير والتسائل عن نوعية المتغير الذي يرسل بدوره رسالة إلى مركز التوحيد الذي يمكن تصوره على انه الشيء الذي يشبه صندوق السيطرة.

يقوم مركز التوحيد بتقييم هذه الحوافز وفي النهاية يقوم بأرسال الرسالة المناسبة إلى الجزء المعروف بالمؤثر الذي يقوم بالاهتمام بتصحيح الاضطراب عن طريق الاستجابة بواسطة تغير البيئة الداخلية بالرجوع إلى الحالة الطبيعية، ان اعادة البيئة الداخلية باتجاه الحالة الطبيعية ناتج عن تخفيض استلام الحوافز الجديدة التي تعمل على تنبيه نظام السيطرة لكي يقوم بالعمل، هذا النوع من التغذية الراجعة يسمى بالتغذية الراجعة الحيوية وسف نناقش بالتفصيل في الفقرة القادمة.


 

كيف تعمل التغذية الراجعة الحيوية:

تستخدم التغذية الراجعة الحيوية لأجل معالجة العديد من الأمراض، حيث يمكن لمرضى القلب أن يتدربوا على استعمالها للسيطرة على ارتفاع ضربات القلب غير المنتظمة والخطيرة، كما يستعملها مرضى أخرون للسيطرة على ارتفاع ضغط الدم وداء الشقيقة والصداع التوتري وتشنجات العضلات وكذلك يمكن بواسطتها السيطرة على القلق من خلال تنظيم الموجات الدماغية.

وقد وفرت دراسة التغذية الراجعة الحيوية فهما جيدا لكيفية تأثير حالة العقل في اجهزة الجسم المختلفة وقد اعتقد علماء النفس، فيما مضى ان الاعضاء الداخلية يمكن ان تعلم استجابات جديدة فقط من خلال نوع بسيط من التلقين يدعى التكيف التقليدي ولكن التغذية الراجعة الحيوية اظهرت ان استجابة الاعضاء الداخلية يمكن ان تعلم بواسطة التكيف الالي وهو اكثر انواع التعلم تقدما.

ويمكن ملاحظة التغذية الراجحة الحيوية على نظام التنفس عندما يقوم بعمل تنظيم لتركيز Co2 في السوائل خارج الكريات في هذه الحالة تكون زيادة Co2 خارج الكريات اعلى من المستويات الطبيعية مما يثير المستقبل الذي يقوم بدوره بأرسال المعلومات لزيادة التنفس، في هذه الحالة المثيرات هي عضلات التنفس، سوف تعمل هذه الزيادة في التنفس على التقليل في تركيز Co2 في السوائل خارج الكريات (الخلايا) والعودة الى الحالة الطبيعية وهذا يعيد ثبات الاستقرار التجانسى.

ونزود التغذية الراجعة الحيوية ايضا بمعلومات عن اداء العمليات الجسمية التي يتعلم الناس السطرة عليها فمثلا لايتمكن الناس عادة من ضبط التغير في ضغط الدم وعليه اذا حاولوا خفض ضغط الدم في اجسامهم يستعملون فقط عقلهم الواعي، وليست لديهم وسيلة لمعرفة نجاحهم في ذلك. ولمعرفة كيفية السيطرة على هذه العملية من خلال التغذية الراجعة الحيوية يربط الشخص بجهاز يقيس ضغط الدم مع كل دقة قلب، فاذا انخفض الضغط تحت مستوى معين، فان الجهاز يصدر نغمة فيعرف الاشخاص انهم نجحوا عندما يسمعون النغمة ومعرفتهم بنجاحهم تكون بمثابة المكافأة وبتكرار العملية يستطيعون تعلم تنظيم الدم في اجسامهم.

 

طريقة التدريب على التغذية الراجعة الحيوية:

تقوم هذه الطريقة على اساس ان معرفة الانسان لنتائج تصرفه في موقف ما او اداء معين تمكنه بوعي من ان يتقدم ويتحكم في سلوكه، وتعتبر هذه الطريقة (طريقة التغذية الراجعة الحيوية) من اكثر الطرق تأثيرا في تعليم التنظيم الذاتي وهي ابسط صورها معلومات من الجهاز البيولوجي للانسان وهذه المعلومات ترسل او تنتقل بواسطة الاجهزة الحسية ثم تكبر وتعود مرة اخرى في شكل ذو معنى.

اما بالنسبة لخطوات التدريب على هذه الطريقة فهي:

- البحث عن خاصية فسيولوجية يمكن قياسها بطريقة موضوعية مثل: معدل ضربات القلب، ضغط الدم، ذبذبات رسم المخ، نشاط العضلات الكهربائي استجابة الجلد.

- جهاز يتعرف على تلك المؤشرات والذبذبات القابلة للقياس وتكبيرها لكونها تكون ضعيفة دائما.

- تحويل الصورة الكهربائية للنشاط الفسيولوجي المحدد الى صورة يمكن فهمها والتعامل معها مباشرة اما عن طريق العين او الأذن.

- تغذية اللاعب الذي يتم تدريبه بتلك المعلومات البصرية أو السمعية عن حالته الفسيولوجية المرتبطة بحالته النفسية.

وعلى الرغم من أن هذه الطريقة تعتمد على تزويد اللاعب بمعلومات فسيولوجية عن نفسه إلا أن التحكم بالاستجابات الفسيولوجية لا يتم إلا عن طريق الأرادة ومشاعر اللاعب وأفكاره.

 

أنواع أجهزة التغذية الراجعة الحيوية:

بامكان اجهزة متنوعة للتغذية الراجعة الحيوية توفيرا لمعلومات عن انظمة جسمك التي تتأثر بالضغط مثل:-

1. مخطط كهربائية العضلة (EMG) (الالترمايكروكرام)

يقيس الالترمايكروكرام الشد في العضلة، يوضع فوق العضلة الجلد مجسات لإجل مراقبتها، والعضلات الأكثر لدى المشاركين في التغذية الراجعة الحيوية هي عضلة الجبهة (العضلة في مقدمة الجبين)، والعضلة الماضغة في الفك، والعضلة المنحرفة المربعة (عضلات الكتف التي تتحدب عندما يشعر الشخص بالتوتر)، يستعمل الـ(EMG) لتعزيز الارتخاء في العضلات التي تمتلك الشد كأستجابة للتوتر عندما تقوم المجسات الموضوعة على الجلد بالالتقاط الشد في العضلة، يقوم الجهاز باعطائك إشارة مثل اضاءة مصباح ملون أو صوت معين بهذه الطريقة يمكنك الاستمرار في مشاهدة أو سماع نشاط عضلتك والبدء في التركيز على نوع هذا النشاط الذي تشعر به عندما تصبح قادر على تمييز هذه العملية الداخلية تبدأ بالتمييز، وخلال حياتك اليومية متى يبدأ الشد بالتطور وعندها يمكنك استخدام الأساليب التي تعلمتها في تدريب التغذية الراجعة للسيطرة على التوتر قبل أن يتطور نحو الأسوأ، ويستخدم هذا الجهاز لمعالجة أوجاع الرأس وألام الظهر والرقبة و الاسنان كذلك التوتر الناتج عن المرض مثل الربو وقرحة المعدة.

2. جهاز درجة الحرارة (جهاز يقيس درجة حرارة الجسم)

يراقب جهاز درجة حرارة التغذية الراجعة الحيوية درجةا لحرارة للجلد ويمكن أن يكون ذو فائدة في بعض الاضطرابات التي تحدث في الدورة الدموية عادة، يربط بقدمك مجس أو الكترودات أو عند منتصف أصبعك الصغير لليد المسيطرة (التي تستعمل دائما)، أن درجة حرارة الجلد تنخفض عندما تكون حالة توتر أو قلق بسبب تحويل الدم إلى داخل العضلات والأحشاء الداخلية.

أن قياس درجة حرارة الجلد له فائدة تشبه مراقبة الشد في العضلة كأداة لتعلم التعامل مع التوتر، من المحتمل أن هذا الأسلوب يخفض من تكرار حدوث وجع الرأس من جراء داء الشقيقة ويستعمل أيضا لتعزيز الاسترخاء.

3. جهاز استجابة الجلد الكلفاني (GSR) استجابة الجلد الكهربائية

وهي عبارة عن اجهزة لقياس الكهربائية في الجلد التي لهاعلاقة مع نشاط غدد التعرق، يمر خلال الجلد تيار كهربائي ضعيف جدا لا يمكنك الشعور به هذا الجهاز يقيس التغيرات في الملوحة أو الماء في قنوات التعرق لديك عندما تكون في حالة إثارة عاطفية تكون غدد التعرق في حالة نشاط قوي ويصبح الجلد أكثر توصيلا للكهربائية ويعمل هذا الجهاز بفعالية في علاج القلق والرهبة والتعرق الشديد والتأتئه (التعثر بالكلام) طالما تؤثر هذه الاحداث العاطفية على القابلية التوصيلية للجلد، أنه يستعمل كجهاز لكشف الكذب ويستعمل الرياضيين هذه التقنية للاستعداد للمباريات للتأكد من أنهم غير قلقين إلى حد كبير أو لديهم نرفزة قبل المباراة.

4. جهز اكترونيفوكرام (EEG)

يراقب هذا الجهاز نشاط موجات الدماغ وبشكل دقيق نسبيا، يبعث الدماغ عدة اشارات مختلفة الترددات والعدد القليل من هذه الموجات لها علاقة مباشرة مع بعض الاضطرابات المحددة أو الحالات الذهنية.

وفيما يلي تصنيف للموجات العقلية:-

- موجة (بيتا) لليقظة .

- موجة (ألفا) للاسترخاء .

- موجة (ثيتا) للنوم الخفيف .

- موجة (دلتا) للنوم العميق .

وبسبب أن موجات ألفا تلتقط اعتياديا خلال الراحة فأن الباحثين اعتقدوا امكانية تخفيف بعض الأمراض عن المرضى كالقلق وربما الصرع عن طريق تعلم زيادة نشاط موجة ألفا، واظهرت الدراسات أن تدريب ألفا مفيد فقط عند دمجه مع طرق علاجية أخرى. وفي هذه الأيام يتم التدريب لإزالة الأرق عن طريق السيطرة على موجات ألفا ووجدوا أيضاً أن التخفيف من هذه الحالات يتم بواسطة مراقبة الموجات المنتجة خلال نوبات الصرع مثل الأجهزة التكنولوجية ومن المحتمل أن جهاز EEG مفيد في أمراض عصبية أخرى.

5. جهاز الكتروداكرام (EGG)

بواسطة هذا الجهاز يمكن رسم القلب من عدة اماكن بوضع الاقطاب الخاصة على مسافات محددة فوق سطح الجلد (بمكان وجود القلب أو من الأيدي والأرجل بمكان ظهور نبضات القلب).

ويتم استخدام العديد من المؤثرات البسيطة بواسطة الباحثين للتزود بالتغذية الراجعة الحيوية حول معدل القلب وتدفق الدم ويستخدم المؤثر في التدريب على الاسترخاء وقياس درجة النشاط في المجال الرياضي.

إذ أن لهذا الجهاز القدرة لمراقبة ضربات القلب وضغط الدم اللذان يتغيران كلاهما كاستجابة للتوتر والشد العالي وعدم الانتظام. والتغذية الراجعة الحيوية تكون فعالة إذا دمج معها أساليب الاسترخاء والتنويم المغناطيسي الذاتي والعلاج النفسي بهذه الطريقة يمكنك فقط تعلم كيفية السيطرة على ردود افعالك نحو التوتر لكن يمكنك اكتشاف هذه التوترات وافكارك وسلوكك الذي يساهم فيه.

 

تطبيقات التغذية الراجعة الحيوية في المجال الرياضي:

يقوم المدرب بعد مراقبته للمهارة باعطاء تعليمات للاعب لتحسين المهارة وأن تعليمات و اشارات المدرب ترتفع وتنخفض طبقا للأداء من حيث تحسن أو سوء الأداء من قبل اللاعب.

عندما ينطلق الضوء أو الصوت فأن المدرب هنا هو التغذية الراجعة الحيوية الداخلية التي تعمل على التعديل من خلال تغير الاشارة هنا يعمل معالج التغذية الراجعة الحيوية بما يشبه المدرب، يقف عند الخط الجانبي لوضع الأهداف ويحدد ما هو المتوقع ويعطي تلميحات عن كيفية تحسين الأداء.

وتعتبر التغذية الراجعة الحيوية مهمة جدا في المجال الرياضي اذ تستخدم كعامل مساعد في حالة ما اذا لم تصل قدرات اللاعب الى الدرجة الكافية في الوعي الذاتي للتحكم في التوتر ومثال على ذلك: يمكن ان تكون ضربات القلب مؤشرا للتغذية الراجعة الحيوية للاعب الرماية في مساعدته على التحكم في الاداء، ويشير (لاندرز) الى ان افضل لاعبي الرماية يجذب الزناد في الفترة بين دقات القلب حتى لايؤثر ذلك على دقة التصويب وقد ركز في التدريب على تعلم الناشئين لهذه المهارة عن طريق التغذية الراجعة الحيوية حتى يصل اللاعب الى مستوى من الخبرةعن وظائفه الحيوية التي تمكنه من التعرف على جذب الزناد في هذا التوقيت، وقد قام بتثبيت قطب كهربائي بالقرب من القلب وتوصيله بسماعه الى اللاعب لتقديم التغذية الراجعة الحيوية لضربات القلب وذلك بهدف جذب الزناد في المرحلة بين ضربات القلب وقد ساعدت هذه الطريقة على تعلم هذه المهارة، وتم التخلص من التغذية الراجعة الحيوية الخارجية حتى اصبح اللاعب قادراً على التحكم الذاتي.

وهناك العديد من البحوث التي اجريت في هذا المجال حيث اجرى الباحث (لاندرز) قياس عملية التفكير في الجانب الايمن قبل الاداء، لقد جمع بيانات (EEG) للرياضيين في لحظات قبل اجراء تهديف الرمية الحرة في كرة السلة، رمي السهم، واطلاق مسدس البداية من تحليل هذه البيانات استطاع تحليل حالة الدماغ التي تساعد اكثر على انجاح الاداء الرياضي وعن طريق تدريب الرياضي على معالجة اشكال (EEG) لديهم معالجة بارعة.