Total Pageviews

May 19, 2012

الدوافع… هرم ماسلو

د . حاتم آدم
21 يونيو, 2011
د . حاتم آدم

قام لعالم ماسلو بتقسيم دوافع البشر في صورة هرمية Hierarchy ، قاعدة الهرم تمثل ” الحاجات البيولوجية الأساسية ” ، ثم يتصاعد الموقف إلى أخرى أكثر منها تعقيدًا وإلحاحًا في حالة استيفاء الحاجات الأساسية
والحاجات الموجودة في السطر الواحد من الهرم لابد من من إشباعها جزئيًا قبل الانتقال إلى السطر الأعلى ، وإلا فهي معوّقة ، وتجعل الحاجات الأعلى غير ذات أهمية
ورغم أن المحتويات الموجودة قديمة أو جديدة قديمة ، ورغم أنه جاء من بعده من تحدثوا باستفاضة ، تبقى طريقته الفذة السهلة هي الأكثر قبولا ورواجًا من غيرها
فقاعدة الهرم تمثل الحاجات الفسيولوجية المطلوب إشباعها ولو جزئيًا ، مثل الجوع والعطش وتجنب الألم
والدرجة الأعلى …. الحاجة إلى الأمن والأمان والبعد عن الأخطار
يلي ذلك …. الحاجة إلى الانتماء والحب والقبول من الآخرين ، مع الإحساس بالثقة والنجاح
يلي ذلك … الحاجة إلى المعرفة والفضول والاستكشاف
والدرجة الأعلى … الحاجة إلى الشعور بالتناسق والجمال
ويأتي على قمة الهرم … الحاجة إلى تحقيق الذات من خلال عمل بعيد عن احتياجاتها الأساسية
ولنا ملاحظات هامة :
  1. الحاجات كلها موجودة طوال الوقت داخل النفس ” نرى الفقير المعدم يسعى إلى إثبات ذاته ، ويضع صور جميلة بدون برواز على جدران منزله الغير مطلية ” … ولكن في مرحلة ما تبرز إحداها وتطغى على الباقي
  2. عدم الإشباع لا يعني فقط التوقف عن الصعود الدرجة الأعلى ، بل قد يعني انتقال الإشباع إلى صورة أخرى ” بيتهوفن كان أصم وملئ الدنيا بقطع موسيقية …. نيوتن رسب في الرياضيات ، وملئ البشرية باختراعاته .. العقاد لم يحصل إلا على الابتدائية ، وملئ الدنيا فكرًا وبحثًا …. صلاح جاهين و أبو العلاء المعري كانا مكتئبين وخرج من نبع الاكتئاب روائع ” ورأينا وسمعنا عن أناس اقتنعوا بالحد الأدنى من الطعام والشراب والملبس ووهبوا أنفسهم لتحقيق رسالتهم في الحياة – أعلى الهرمـ
  3. النظرة للنفس على أنها مجرد جسد له رغبات ودوافع ويعيش في بيئة يتأثر بها وتجسد احتياجاته وتطلعاته ، نظرة محدودة ناقصة … الإنسان روح وجسد ، والروح لها مطالب واحتياجات تمامًا مثل الجسد، ويسعى الإنسان لتحقيق مطالب الروح ، وأيضًا إذا لم يتحقق الحد الأدنى من الإشباع الروحي يحدث الخلل
هرم ماسلو
هرم ماسلو

فقاعدة الهرم الروحي الذي نتحدث عنه تتمثل في ضرورة الإيمان بإله قوي قادر ، أرسل رسلا لهداية الناس ، ويجمع الناس ليوم يحاسبون فيه
تليها درجة الإحساس الداخلي بالسكينة والهدوء رغم المخاطر التى قد تحيط بالجسد … فالأمن والأمان داخلي وخارجي
أما الحاجة إلى الانتماء والحب فيوازيها في الهرم الروحي … الحاجة إلى تجمع يحتويه ، ويعطيه من داخله الشعور بالانتماء ، هذا التجمع قد يكون ” الأهل أو الأصدقاء أو إتباع نفس الفكرة ” ـ
وأما الحاجة إلى المعرفة … فلا أدري ما فائدة المعرفة بدون التفكير والتدبر والاتعاظ ، والوصل إلى حقيقة الحياة والوجود
والحاجة إلى الإحساس بالجمال والتناسق .. ستكون أعظم وأعمق إذا كان معها إمتنان وشكر لمن أوجد وخلق هذا التناسق والجمال
أما تحقيق الذات من خلال عمل بعيدًا حاجاتها الأساسية ، فلا نراه يتم ويتحقق إلا بالإخلاص التام للفكرة وأن يهب الإنسان نفسه لها
وختامًا … تقف هجرة الصحابة من مكة إلى المدينة هرمًا شامخ يتحدى كل الدوافع الجسدية ويطرحها أرضًا ، ويعلي كل الدوافع الروحية
تعالى إلى أم أيمن … خرجت منفردة وحيدة في الصحراء وهي امرأة ” لا زاد ولا مال ولا معين ” وتخرج إلى مجهول لا تعرفه قد تضيع فيه أكثر ، وإلى غرباء لا تعرفهم قد يؤلموها أكثر ، وإلى حيث اللا أمل والفراغ والمجهول اللهم إلا نصرة الله ورسوله